علي الكدرو: فصل حار جداً من فصول عيسى - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الأحد، 6 أبريل 2025

علي الكدرو: فصل حار جداً من فصول عيسى



علي الكدرو *

نشر الكاتب السوري الساخر علي الكدرو على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عن حالة طريفة بين أولاد يلهون في الحارة، مقدماً عبر الحكاية إسقاطات من الواقع المعاش، يقول الكدرو في الحكاية:

لو انقَرَط لي ورق المصحف لكذبت ذلك، لكنني مسكته مسك اليد ورأيته رؤية العين، فالبارحة على غير العادة كانت جموع الأطفال متجمهرة على باب الحوش، وكان (زناح) أحد معاوني عيسى ينتقي منهم أفراداً حسب معايير لم أستطع أن أحدد منها سوى ما يفوقهم قوة وشراسة كـ(زلطحانه) ومحمود ابن أحد العاملين لدى "قسد" وكانوا يهابونه لكثرة خرطه عن بطولات أبيه.

بلغ العدد الذي انطبقت عليه المعايير اثني عشر طفلاً، وزاد عليهم آخر بعد شدّ وجذب بين المعاونين زناح وشخاطه ولا أدري السبب، وعلى ما أظن أن الأمر متعلق بوالدته وبكثرة السيارات التي تركبها، اما الباقي من جمهرة الأطفال فقد أغلق زناح باب الحوش دونهم وهو يعدهم بلقاء النبي في المرة المقبلة.

وحين سمعتُ صوت زناح يعلو على إحدى الامهات المعترضات على وجود ابنها من بين المرفوضين أيقنتُ أن هناك فصلاً حاراً من فصول عيسى قيد التنفيذ، كان زناح يقدم حججه المقنعة للأم المعترضة قائلاً:
ابنك من الحارة الشرقية وما يصير يشوفون نبينا، وأردف: خليهم يسوون لحالهم نبي.

واربت باب الغرفة أكثر لأستطلع التفاصيل بدقة، بدأ زناح يصف الحواريين على نسق واحد مقابل دخلة الدرج ويعلمهم كيف يستقبلون النبي؟

وما هي إلا لحظات قليلة حتى خرج عليهم عيسى من تحت الدرج متقمصاً هيئة العبّاد والزهّاد عاقداً أحد طرفي ملفع أمه حول عنقه، أما الطرف الآخر فكان "شخاطه" يرفعه لئلا يتغبر بالتراب، وكانت عصا المساحة بيده يتوكأ عليها مدمدماً بعبارات لم أتبين منها شيئاً، وما إن رأته جموع الحواريين حتى انحنوا بخشوع وأيديهم على صدورهم كما علمهم زناح، ثم بدأ يدق بعصاه على الأرض ويصيح بهم:
- أنا عيسى النبي، ارفع راسك فوق يا جحش.. ارفع راسك فوق ياكر.. ولأشد ما كانت دهشتي حينما تحاور مع معاونيه همساً، ليبدأ بدق العصا بقوة آمراً أن يرددوا وراءه
"قسد في جيدها حبل من مسد.. قسد في جيدها حبل من مسد".

لحظتها قررت أن أتبرأ منه ليوم الدين، وها أنذا اكتب هذا المنشور لعل والدي زناح وشخاطه يفعلان كما فعلت.

* كاتب سوري ساخر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.