عمر الحمود: مركب عشق - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الأربعاء، 23 أبريل 2025

عمر الحمود: مركب عشق

 


عمر الحمود *

حزنٌ ثقيلٌ يجثم على صدري، يكتم أنفاسي، وعلى كرهٍ أجاريه، أسهر معه على أضغاث مجاملات، وبقايا ابتسامة.

وأنتظرُ قدومَك شهقة فرح، لكنّ الدرب إليها بعيد، وخادع كومضِ سراب. وما بين وجود الحزن، وترقّب الفرح أنظم قصائد من أمل، أو وهم، وأرشّ وجه الليل بالنجوم، وأستحضرُ قولَ أبي القاسم الشابي بتصرف:
إذا العشق يوماً أراد الحياة
                            فلا بدّ أنْ يستجيب البشر

وقتئذ يحضر طيفُك نصّاً نابضاً بأسرار الحياة، وبياناً وحيداً يتوق لقراءاتي، وفي كلّ قراءةٍ له أكتبُك من جديد، فأعزفك انشودة رعوية وجدَتْ نايها بعد تيه في مفازات القصب.. ومرّة ثانية تخطلين غيمة نور وألوان وموسيقا، تراود ريحاً رخية لتسوقها إليّ، وفي مرّة ثالثة تنسابين نهر فرات أخضر، ومدينة سليلة الماء، والتاريخ، وامرأة بعبيرٍ يليق بي، وأنا على يقينٍ من هذا، فأنت ( أنا ) يشبهني، والشبيه ينجذب إلى شبيهه.. وأمتطي صهوة الخيال، وأروح معك في سفرٍ ممتع طويل، يتجاوز الزمان والمكان كما يحلم أمير الحكاية، وأجدني فيه فرَحَاً يشعر به مجانين الجمال، ومن دِنان المحبّة نغرف، ونملأ الكؤوس، نشرب، ونغني، أو نبكي، لافرق.. فنحن في مركب عشقٍ، يقوده مجنون!

* كاتب سوري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.