نشر الكاتب والشاعر السوري إبراهيم علي المطرود مقالاً طريفاً ساخراً على صفحته في موقع "فيسبوك"، عن التدخين.. قال فيه:
إلى المدخنين الذين يمرون على منشوري هذا.. قد لا يعجبهم.. ولكن:
كان والدي وأحد أخوالي وصديق لهم رحمهم الله جميعاً من المدخنين ودخانهم من التتن "القچق" اللف.. ويذهبون كل فترة إلى صديق لهم في ريف قرية "الچلبية" الشمالي.. يدعى "أبو محمود".. يبقون عنده أياماً عدة.. تجمعهم الصداقة و"خوّة" الدنيا.. وبعد أن يعودوا يجلبون معهم كميات من الدخان "التتن القچق" الأشقر..
كان والدي وأحد أخوالي وصديق لهم رحمهم الله جميعاً من المدخنين ودخانهم من التتن "القچق" اللف.. ويذهبون كل فترة إلى صديق لهم في ريف قرية "الچلبية" الشمالي.. يدعى "أبو محمود".. يبقون عنده أياماً عدة.. تجمعهم الصداقة و"خوّة" الدنيا.. وبعد أن يعودوا يجلبون معهم كميات من الدخان "التتن القچق" الأشقر..
ما يتعلق بوالدي - رحمه الله - يحتفظ بكمية كافية له، ثم يوزع كمية أخرى كهدايا لأصدقائه من شيّاب الحارة الذين ينتظرون عودته، ليأخذ كل منهم حصته في اجتماعهم عصرا في منزلنا، بعد عودتهم من صلاة العصر، ولعب المنقلة وشرب الشاي.. فيقول أحدهم:
"لاتبچي على أبوك المات
إبچي على چاي العصر لي فات"
"لاتبچي على أبوك المات
إبچي على چاي العصر لي فات"
المهم.. في إحدى المرات عاد أبي وربعه من زيارة صديقهم أبو محمود.. والمفاجأة هي أنه لم يجلب معه "التتن القچق".. فلذنا بالصمت لفرحنا بذلك.. إضافة إلى أنه قد توقف عن التدخين أيضاً.
بعد العصر حضر الشيّاب.. جلسوا.. قدمت لهم كؤوس الشاي والمنقلة.. وسألوا: يا حاج هات التتن..
ابتسم والدي وقال: ما هي بعلومكم اليوم.. ما بي تتن.. وآني بطلت.. كسرت العصا وطردت الراعي..
بُهت الشياب.. لا تقول! شني السالفة؟
- أحدثكم أنه عندما زرنا "أبو محمود" وطلبنا منه التتن.. ابتسم وأجاب أنه ترك التدخين منذ مدة وأنه لن يعود إليه مادام حياً..
- السبب؟... قالوا.
قال والدي: سألنا أبو محمود السؤال ذاته، فأجابنا: زارني في البيت ختيار مدخن.. وقد نحل جسمه وضعف.. يدخن كثيراً.. وكان كلما مزّ من سيجارته مزّة.. سعل "گح" سعلة كبيرة رافقها مباشرة من الخلف صوت "فص وضرطة".. تناغم مع صوت السعلة "الگحة".. وقال لي: يا أبو محمود أنا على هذه الحالة منذ سنوات عدة.. ولا أستطيع ترك التدخين.. فتعودت على هذا الأمر، ولم أعد أبالي برأي الآخرين.
يتابع أبو محمود: وبعد أن غادر هذا الرجل أتلفت ماعندي من تتن وقداحة وغير ذلك من متعلقات الدخان.. والحمد لله.
وهكذا نحن كذلك - قال والدي - تركنا التدخين إلى يوم الدين.. معقولة تاليها "نطاگع" من ورا الدخان.
........
* جزئية: مادفعني إلى كتابة هذا المنشور أن صديقاً التقيته أمس وهو في عمر الشباب ويدخن.. وقد وضع 4 شبكات لتروية قلبه.. ومع ذلك كان مصراً على التدخين..! أسفت كثيراً لوضعه هذا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.