عمر الحمود: إلى سيدة الحكاية - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الجمعة، 4 أبريل 2025

عمر الحمود: إلى سيدة الحكاية

 


عمر الحمود *

أيّتها القريبة إلى أنفاسي، لم يرفعوا عيونهم عن وجهك النوراني، وتساءلوا عن جمالك العظيم، الذي هم فيه مأخوذون، وقالوا عنك أكثر، وكلّ هذا لم يُظهِرْ صورتك الحقيقية، أمّا أنا، فبنظرةٍ واحدة أبسط مكاشفاتك وتجليّاتك كتاباً مفتوحاً، وأقرأه قراءاتٍ جديدة، تستعصي حروفها على العوام!

وأعود إلى الذي كنْته، وتسرقني الدهشة مِنّي، وأراني دائخاً في عطرك المختار، وتكسر روحي قيدها، وتطير إلى فضاء لغةِ الوجد، وتبوح فيه بما تشاء، وتهبها اللغة الرمز والإيحاء والصورة والمجاز، وأكون ملك الهوى، وأقول للفرح: اذهب انى شئت، فبهجتك سوف تأتيني.

وأكتب إليك، ولك ما وراء الكتابة، ولذّتها، وشقاوتها، ولمَ لا؟ وكنتِ كما شئْتُ لك أن تكوني، وحضورك إشارات هداية إلى عالم الأعياد، وتفتح لي من الأفراح ما يُفتَح للخواص، وأنت سيدة حكاية واقعية بارعة، لايجرؤ سلطان النهايات عليها، وبشخصية واحدة لا ثاني لها هي: (أنت أنا)، ومكان واحد هو (الرقة) التي تشاطىء الفرات، ولا غيرها.
 وبقية الحكايات أوهام، أو ظلال حكايات متخيّلة قصيرة الآجال.

وحتماً تعرفين السبب، هم ينظرون إليك بعيونهم، وأنا أنظر إليك بعينيّ، وقلبي، وعقلي...
فكلّ ظهور، وكلّ مكاشفة، وكلّ نظرة، وكلّ حكاية، وأنت لي بخير.

* كاتب وروائي سوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.