عبدالرزاق بشير الهويدي: ذاكرة لا تنطفئ بين قيدي وحنيني - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الثلاثاء، 22 أبريل 2025

عبدالرزاق بشير الهويدي: ذاكرة لا تنطفئ بين قيدي وحنيني

 


عبدالرزاق بشير الهويدي *

أحببتك، وكان الحب في صدري وطناَ أقيم فيه بك، أتنفسك كهواء لا يُرى ولا يُنسى.. واليوم صار قيداً، صار صدىً لا يجد له صدى.

أحببتك، لا ككلمة تُقال، بل كأنفاس تعاند الرحيل.. كحنين يتسلل من بين ضلوعي كلما حاولت الهروب من ملامحك.

كنتُ أنا.. حين أراك في عيوني.. حين تتشابك خطواتنا.. حين تسكن حروفي قلبك قبل أن أنطق بها.

سألت قلبي: كيف لك أن تُهزم بصوتها؟ فأجابني بنبضة مرتعشة: هي.. وأنا.. كنا شيئاً واحداً، فانكسرنا معاً.

كل الطرق عادت بك إلي، حتى حين غادرتك، حتى حين أقسمت ألا أعود.. أجدني أكتبك في كل الفراغات التي تركها الغياب.. بين النجوم، نجمة لا تغيب على شواطئ الفرات، في أعماقه، في زوايا الغرفة، وعلى جدرانها، في أنفاسي المتقطعة، في صمت الليل، في رماد السيجارة الأخيرة.

كل شيء كان يرقص بلحنك.. ابتسامتي، رعشة يدي.. وذلك القلب الذي خانني لأجلك ألف مرة.

واليوم... انطفأت الملامح، وغابت الألوان، وصرت أنا ظل رجل يتألم بصمت
على ركام ذاكرة محترقة.

أحتاج جرعة نسيان.. أحتاج أن أغلق هذا القلب، أن أنزعك من دمي، أن أعود بلا وجع، بلا حنين، بلا أنتِ.

دعيني أكمل احتراقي.. فربما في الرماد أجد نجاتي، أو على الأقل، أعرف كم كنتُ حياً حين كنتُ أحبك.

* كاتب سوري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.