من تاريخ علم الفلك - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الجمعة، 14 مارس 2025

من تاريخ علم الفلك

 


إذا كنت شغوفاً بمراقبة النجوم، والتلسكوبات، وتلسكوب هابل، والكون، وهذا الشيء الذي نسميه "علم الفلك"، فأنت لست وحدك. بالطبع، نعلم أن علم الفلك هو علم يحظى باحترام كبير وقد أنتج بعضاً من أكثر الإنجازات قيمةً ودهشة في القرن العشرين. بالإضافة إلى ذلك، فهو مجال مزدهر من الاهتمامات ويعد واحداً من أكثر الهوايات إثارة، حيث يوجد آلاف الأندية الفلكية وعشرات الآلاف من هواة علم الفلك الذين يراقبون النجوم كل ليلة تماماً كما نفعل نحن.

لكن هل تعلم أن علم الفلك هو واحد من أقدم وأكثر العلوم مكانة على الإطلاق؟ منذ ما قبل الميلاد، كان الحكماء والمفكرون في مجتمعات ذلك الوقت ينظرون إلى النجوم ويبحثون عن طرق لتتبعها ورسم خرائط لها. نحن الذين نحب هواية علم الفلك يمكننا أن نتتبع تاريخاً مميزاً لعلماء الفلك يمتد عبر آلاف السنين ويشمل تقريباً كل حضارة في التاريخ. 

لذا، ومن أجل الحصول على بعض المعلومات المثيرة ، دعونا نسلط الضوء على بعض اللحظات الكبيرة في تاريخ علم الفلك.

لعدة قرون، لم يكن علم الفلك منفصلاً عن ممارسة التنجيم. للتوضيح، علم الفلك هو دراسة النجوم والكواكب والكون باستخدام منهج علمي واضح. أما التنجيم فهو دراسة الأبراج وتأثيرها على نمونا وشخصياتنا وحياتنا اليومية. في العصر الحديث، نحن كأشخاص علميين نهمل جانب التنجيم، ونتجه إلى دراسة الفلك. لكنهما كانا مجالاً واحداً لآلاف السنين قبل أن يفصلهما عصر العلم.

هناك أدلة تاريخية على أن علم الفلك كان علماً معترفاً به منذ عصر الحضارة البابلية أي مئات السنين قبل الميلاد. لكن دراسة النجوم لم تكن مقتصرة على بلد واحد. كانت هناك حركات مماثلة في الصين والهند ومصر القديمة وفي جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية وبلاد الرافدين وبلاد الشام. إن تداخل علم الفلك والدين شائع لدرجة أننا نراه في قصة عيد الميلاد، حيث تبع المجوس، وهم كهنة زرادشت على الأرجح من منطقة تعادل سوريا القديمة، نجماً للوصول إلى الطفل المسيح. كان هؤلاء الفلكيون أيضاً منجّمين، وكان هذا المزيج هو ما جعلهم جزءاً من هذا الحدث التاريخي.

أول كتاب عن علم الفلك كتبه بطليموس خلال الإمبراطورية اليونانية. منذ ذلك الإصدار التاريخي، قائمة مشاهير علماء الفلك تشمل أسماء مرموقة في قلب العلم الحديث مثل البتاني وكوبرنيكوس، وجاليليو، وكيبلر، وإسحق نيوتن، ويونغ، ومايكل أنجلو، وبنيامين فرانكلين، وفي العصر الحديث حتى أينشتاين وستيفن هوكينج. يبدو أنه منذ عصر النهضة وحتى يومنا هذا، كان أي شخص ذو فكر يهتم بعلم الفلك على الأقل قليلاً، وكان دائماً يعد علامة على الثقافة أن يكون المرء على دراية بالكون والأمور الفلكية.

لقد أثر علم الفلك على العديد من جوانب حياتنا التي لا نلاحظها. العديد من الكلمات في لغتنا لها جذور في علم الفلك مثل:

* "إنفلونزا" التي تأتي من الكلمة اللاتينية "influence" (تأثير). وهذا يعكس اعتقاداً قديماً بأن موقع القمر والنجوم قد يؤثر على الصحة ويسبب أو يعالج الأمراض.

* "كارثة" التي تأتي من اللاتينية وتعني "نجم سيئ".

* "مهووس" التي تحتوي على الجذر "لونا" وهي الكلمة اللاتينية للقمر. وهذا يسلط الضوء على الاعتقاد القديم الذي لا يزال سائداً حتى اليوم بأن السلوك غير العقلاني وحتى الأشياء البرية والخطيرة تحدث خلال اكتمال القمر.

كما أثر علم الفلك وعلاقته بالتنجيم على الثقافة والتعليم والدين إلى حد كبير على مر القرون. في اللغة الإنجليزية، اليومان الأولان من أسبوعنا، الأحد (Sunday) والاثنين (Monday)، هما إشارة إلى علم الفلك، حيث إن تفسيرهما الحرفي هو "يوم الشمس" و"يوم القمر".

لذا، إذا وجدت أن علم الفلك أصبح شغفاً يستهلك أفكارك ويثير اهتمامك بالعالم الذي نعيش فيه، فأنت في صحبة رائعة، حيث إن هذا المجال من الدراسة كان جزءاً رئيساً من الثقافة والفكر منذ فجر الحضارة تقريباً. وسيستمر في إثارة إعجاب البشرية طالما أن تلك النجوم الجميلة تلمع فوق رؤوسنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.