محاولة لمحاكمة متأخرة.. جدلية (المغمورون) بين عوّاد والعجيلي - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الاثنين، 17 فبراير 2025

محاولة لمحاكمة متأخرة.. جدلية (المغمورون) بين عوّاد والعجيلي

 

الدكتور عبدالسلام العجيلي 

كتب الفنان التشكيلي والكاتب المثقف السوري أحمد عواد إبراهيم على صفحته في موقع "فيسبوك" عن (مراثي الغمر المنسية..).. مع إيحاء عن مواسم الهجرة إلى المجهول.. في محاولة منه لمناقشة منطقية بناء الفكرة في رواية (المغمورون) الصادرة عام 1979 للأديب السوري الراحل الدكتور عبدالسلام العجيلي التي تبدو فيها مشاهد جماعة "الغمر" والأطباق الخشبية التي تعوم فوق الماء من المفترض أنه سوف يغمر البيوت بسبب بناء سد الفرات.. بما تحمله تلك الصور من أوجاع البعد عن مكان النشأة والجذور.

يقول أحمد عواد إبراهيم:

عندما قرأت كتاب العجيلي عن المغمورين.. أحسست بفجوة تفصلني عن الجغرافيا والتاريخ في ما كتبه العجيلي.. وأصابني شعور راسخ بالتوهان.. هل كان يتحدث عنا؟ وكيف يمكن لكاتب أن يتحدث بعمق عمّا يعرفه ولا يراه.. أليست هذه استحالة موضوعية؟ مثله كمثل الذي يكتب نصاً تحليلياً عن قصيدة ما وهو يلبس الضمير المستتر.. ومهما حاول فلن يقدر أن يلامس روح شاعرها.. كمن يحاول الفصل بين المسك ودم الغزال.. فهل سيفكك لحظة العصف التي انقدحت فأسرت الزمن في قلب تلك القصيدة؟ 

التحليل شيء من العلم المجرد.. والقصيدة تهويمات روح.. وليست عملية إنتاج.. إنها فعل خلق مفاجئ وأليم ومفجع.. بكل ما فيها من اكتشاف ودهشة وغرابة.. 

لقد حاول العجيلي الوقوف على مسافة من التاريخ والخراب، والزمن.. فابتعد عن ملامسة الأرواح.. ولم يلامس قلب الغمر كنتيجة أصيلة لهجرة قسرية.. ليجد نفسه محاصراً بين بروتوكولات الكتابة في تلك المرحلة.. وثيمة "لا فتى إلا العجيلي".. يوم كانت الرقة ابنة للريح والتعب والأرق والهويات.. لكن من يمتلك يقين المسيح.. على هذه الصخرة أبني كنيستي.. هذه محاولة متأخرة لمحاكمة كتاب حاول أن يقطرنا.. قطرة.. قطرة.. في فم التاريخ العطش.. (قطرات من الدمع المالح.. كما قالت حبابتي..) لكننا لن نعدم أمنية اللحاق بالقمر.. نشاركه الاسترخاء على وسادة عاشقة فللت همسها كجديلة من سنابل الحنطة.. وأخذت غفوتها الأبدية بعيداً عن جنون الهزائم القديمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.