محمد عوض الجشي
حين تسلم المخطط اللوجستي الموظف (أ) للولوج الى المسرح الميداني، لعمل تخطيط مرن في ظل أرضية Basement لإرساء البضائع التي سيتم تحميلها وتوريدها عبر الميناء البحري، لم يجد آذاناً صاغية من قبل المسؤولين والمشرفين في الدائرة المعنية. حيث ارتسمت مصائد الصّد مع إشارة الايادي من المسؤولين المعنيين.. لا مجال لسماع أو مناقشة طلباتك.
لم ييأس الموظف (أ) وأصرّ على مقابلة المسؤولين، كونه يحمل في جعبته مشروعاً كبيراً يفي في المصلحة العامة للجميع.. حتى افترش الأرض قابعاً مقرراً أن لا يبرح المكان حتى يبلغ مراده.
وبعد إلحاح زاد عن حده.. فوجئ بثلة من المسؤولين يناوشون ويتساءلون عن ماهية طلبيات الموظف اللوجستي.. يأخذهم سؤال روتيني؛ اسم المؤسسة التي تمثلهم.. ولماذا يناوشون مؤسستنا لمنحهم مساحة استئجار أرض للقيام بالأعمال اللوجستية داخلياً وخارجياً وبعبارة أصح في (اوف شور Offshore) و(اون شور Inshore) لانسياب عبور المركبات والشاحنات وتصاريح دخول وخروج الموظفين من وإلى الموقع.
إنه الرصيف البحري المبين في التخطيط المصور عبر الرسم البياني Design والذي خططه أحد المستشارين في المؤسسة.
خلال فترة وجيزة تمت الموافقة المبدئية للشروع والبدء بتجهيز المخططات والرسومات إضافة إلى عقد اجتماعات موسعة مع المسؤولين الاستشاريين من كلا الطرفين. إضافة إلى سيل من المراسلات (الإيميلات) التي توضح المخطط وكيفية بناء الأرصفة وشبكات الاتصال من كهرباء وألياف ضوئية وإرساء سياج محكم.. هذا ناهيك عن إجراءات الأمن والسلامة التي تحفز المشروع ليكون بأقل التكاليف وتمحيص جودتها عبر عمل مضنٍ فعال تتضافر في فلكه كافة القوى العاملة في تعاون موسع مكثف بمعية جميع الأقسام في المؤسسة (الشركة) حيث تنصهر في أوراقها مع معظم أعمال الإداريين المحاسبين – المهندسين – السائقين – والفنيين – والمهام الخدماتية. في تحديد (البوصلة) اتجاه صحيح (إنها بوتقة العمل الجماعي الذي لا ينفصم أبداً). حتى اكتمل المشروع.. نعم قد جاء التنفيذ قبل المدة المحددة. وهذا يؤكد أن التعاون الجماعي يؤتي أكله وثمراته ويتم استباق المشاريع العملاقة في أقل التكاليف وأجودها.
أجل، ينبغي على جميع الإدارات في شتى الشركات والمؤسسات أن تحذو حذو الموظف (أ) الذي لم يتقاعس لحظة عن إتمام العمل مهما صغر أو كبر. خاصة أنه وضع عصارة خبراته العملية واستحضر ملكاته الذاتية في سبيل التطوير وإذكاء روح المنافسة بين المؤسسات.. إنها المبادرة الإيجابية التي لا تعرف الكلل والضجر لحظة واحدة.. إنه في سباق محموم يرفع شاشة عملاقة في ردهات المكاتب وأماكن العمل (الجميع يعملون معاً) (يدٌ واحدة لا تصفق) خاصة أن الموظف المنتدب (أ) لم يركن إلى اليأس والإحباط، بل نشط في المسعى وتحقيق الهدف، لا يريد ثناء أو إطراء. طائره دائماً يحلق في الأجواء العالية لتحقيق بيئة مستدامة لا تختلق على مر الزمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.