حسين جداونه
1 ـ
ـ سألني: من أنت؟
ـ أجبته: أنا الآخر.
قطّب حاجبيه، تراجع خطوتين، تفحّصني من رأسي حتى أخمص قدمي..
بينما كانت يده تقبض على شيء ما تحت سترته..
***
2 ـ
لن يبتزها بعد اليوم..
اتخذت قرارها النهائي بشأنه، أعدّت خطة محكمة، انتظرته هذه المرّة بشغف..
تناولا عشاءهما الأخير معاً...
ابتزها...
***
3 ـ
كلما شتمته شتمني، وكلما صرخت به صرخ بي..
في البداية غاظني الأمر، ثم لم أعد أبالي بوجوده، فأخذت أخلع ثيابي قطعة قطعة، صار هو الآخر يخلع ثيابه قطعة قطعة.. بتوتّر، حدّقنا في عيون بعضنا بعضاً..
ثم أجهشنا بالضحك...
***
4 ـ
قلت لصديقي علقمة بحماس: يرى بعضهم، إذا أردت أن تكتشف حقيقة موقف الآخر منك، فضع مخرزاً في عينه!
ردّ عليّ ببرود: أنا لست بهذا اللين.
***
5 ـ
تحدّاني..
أطحت بجنديّ له، فأطاح بجنديّ لي، ثمّ سرعان ما التحمنا بالسلاح الأبيض..
رحنا نضمّد جراحنا النازفة من كل مكان...
***
6 ـ
حصّن نفسه من جميع الأخطار الخارجيّة..
تململت في أحشائه بملل...
***
7 ـ
وقفتُ أمام المرآة..
تمثل لي بلحمه وشحمه، اقتربت منه فاقترب منّي، تلاشى أحدنا في الآخر..
في آخر الليل، سمعتني أعوي...
***
8 ـ
خشيت غزالة على نفسها..
جابت الغابة من أولها إلى آخرها..
لجأت أخيراً إلى صديقها الأسد...
***
9 ـ
قررت التخلص من كل ما هو غير ضروري في حياتها.
أخليت الجثة إلى الطب الشرعي، وبوشرت التحقيقات.
***
10 ـ
منذ وعيت على هذه الدنيا، وأنا في حالة صراع شرس مع العالم المنحط بكل شجاعة.
أخيراً، نجحت في وضع حدّ لهذا الصراع...
***
* كاتب من الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.