محمد عوض الجشي: قشرة الموز (المزحلقة) - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الجمعة، 2 أغسطس 2024

محمد عوض الجشي: قشرة الموز (المزحلقة)

 


فوجئ أحد المديرين أثناء إجازته السنوية، أن أحد موظفيه العاملين في إدارته وخاصة القسم الذي يترأسه، تم زحلقته عن طريق قشرة (موز) طاح بها، وأصبح خارج منظومة التوظيف.. ليقطع الإجازة.. ويعود لبيان الفصل التعسفي حسب وجهة نظره.

نعم، تم تناول القضية من الألف إلى الياء، حيث تبين أن سوء سلوك صدر من أحد العاملين في المؤسسة لسوء ظن في تسيير بعض المعاملات التي تخص المؤسسة، حيث استحكمت لغة ضبابية وأجواء غير مرضية من كلا الطرفين.. توحي بأنها جنحة انصبت على الموظف المومأ اليه.

وقائع سوء الفهم
الحادثة ووقائعها جاءت بعيداً عن مكان العمل، والسؤال المطروح.. هل يحق للموظف وإن حصل خلاف بين موظفين خارج إطار هيئة مقر العمل.. أن يكون عرضة لإجراء تعسفي من دون العودة الى مبادرة تحقيق ولو شكلي.. طبعاً لا... فإن ذلك من اختصاص الجهات الحكومية ولا علاقة للمؤسسة بهذا الشأن.. كون الحدث وقع خارج أماكن العمل..

علاوة على ذلك، فإن كرامة الموظف لها أولوية قصوى، ولا ينبغي أن تزج شؤونه الخارجية إلى داخل مقر العمل.. ذلك درءاً للبس والغموض حتى لا يساء إلى سمعة الموظف. وينبغي للمؤسسة أن تحمل سيف العدالة في منتهى الوضوح والعقلانية. لا أن يتخذ قرار (الزحلقة) من دون وجه حق.

هذا ينافي معطيات العمل الإداري والمسار الصحيح السليم، الذي ينتهج أطراً وأسساً لها اختصاصها وديمومتها. وهل من المعقول إن حدث خلاف أسري مثلاً.. أن ينتقل إلى مناهل ودور العمل.. إذاً جوهرة فحوى الشكوى التي تصدر في أماكن العمل يجب أن ينظر إليها بعيون فاحصة، من حيث استبيان الشكاوى وتمحيصها وتفنيدها.. حتى وإن كانت داخل حرم المقاسات الجغرافية لمحيط العملن فلا ضير من تقبلها والتحكم في مجريات حيثياتها.. كون تلك من اختصاصات الإدارة والأقسام والفروع. أما إن كانت خارج النطاق فيجب أن تقفل فوراً، ولا ينظر إليها البتة.. كون جهات الاختصاص من السلطات الخارجية لها باع وخبرة في تسيس تلك (المنغصات) والشكاوى التي دون شك تربك الإنتاج وتهيض مشاعر الموظفين وتذوي بمشاعرهم وتحبط كفاءاتهم.

(أ‌) – (ب)
ولنضرب مثلاً.. الموظف (أ) يقوم في عمله في تفان وإخلاص.. حدث سوء تفاهم مع الموظف (ب) الذي يعمل في المؤسسة نفسها.. سوء فهم في المعاملة والطرح مع سباب وشتم خارج نطاق العمل. هل يعقل أن تتجاوز تلك المناكفات مع الموظف (أ) والموظف (ب) وتنصب داخل العمل. دون شك لها تبعاتها وإشكالياتها من دون إيجاد حلول مناسبة مرضية لإنهاء تلك المناكفات. ويجب أن لا تتمحور تلك الإشكاليات في أية هيكلية وفي أي مؤسسة عاملة، وذلك حفاظاً على سير أنماط العمل في يسر وسلاسة.

أما إذا بدرت من أحدهم شكوى إلى الإدارة، فإنها أشبه برمي كرات هلامية لا يحمد عقباها. والأفضل من مدير القسم والمسؤول أن يحتوي تلك المناكفات وطيف تلك البهلوانات ونبذ المهاترات جانباً، وأن لا تدخل حيز إطار العمل على الإطلاق.

مصارعة في الهواء الطلق
أما اذا لجأت الإدارة وأبدت مرونة استباقية واستحوذت على مصداقية طرف دون طرف، حتى وإن كانت تلك المناكفات كيدية بعيدة عن جادة الصواب. فتكون قد تماهت على شكل (حلبة مصارعة في الهواء الطلق)،  والإدارة في غنى تلك الجولات البهلوانية الهوائية... علماً أن بعض الإدارات تأخذ في الحسبان بعضاً من تلك الإشكاليات التي تحدث خارج نطاق العمل، وتبني عليها ذرائع غير صحيحة بعيدة عن المصداقية في كل حيثياتها. أما إذا احتوت الإدارة كلا الطرفين (أ) و (ب) معاً في جلسة ود وتعاون وتجاذب أطراف الحديث مع المدير المسؤول وأبديا مرونة إيجابية سلسلة.. في تبيان سوء التفاهم.. فدون شك يرتقي المدير في تلك الحالة إلى قائد يستطيع تذويب السلبيات إلى إيجابيات بسرعة البرق وأسرع من السهم المُنطلق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.