محمد عوض الجشي: الموظف (المطحون والبهلوان) - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الأحد، 23 يونيو 2024

محمد عوض الجشي: الموظف (المطحون والبهلوان)

 


محمد عوض الجشي

ماذا تقترح سيادة المدير؟! نعم إنه موظف كفؤ وذو همة عالية، وقد تدرب أو بالأحرى تخرج من بين يديه الموظف حسان الذي يعمل في وظيفة إدارية.. والموظف تحسين الذي يعمل في قسم الميكانيك، ويقوم بعمله على أكمل وجه.

وظائف الكادحين

إذا.. فهو موظف له خبرته وإنجازاته العملية التي انعكست على كثير من الدوائر والأقسام... نعم كما قلت... لكني أرى في عينيك غيرة وغبن؟ أليس كذلك؟ صحيح ما تقول.. أريد أن (أزيحه) من الطريق... ماذا تقصد؟ أرى أن ننهي مشواره الوظيفي لدينا.. ونرحله الى جهة أخرى هي التي تمدنا بالمقاولين من الوظائف الدنيا.. 
مهلاً.. ماذا تقصد بالوظائف الدنيا؟ (وظائف الكادحين.. الغلابة (الذين يرزحون في شغل دائم متعب).. إنهم أصحاب الرواتب المستدينة.. وحتماً حين نعرض عليه إحدى تلك الوظائف.. يردها على أعقابها.. وخاصة ان الراتب المعروض (عُشر عُشر) ما كان يتقاضاه... ها ها.. أصبت كبد الواقع العملي المؤلم.. هيا افرد لي (العقد) وسأرسل إليه في الحال.. والعقد شريعة المتعاقدين.

العقد شريعة المتعاقدين

بعد التحيات.. نقدم هذا العرض العملي الوظيفي.. براتب أساسي.. وعلاوة.. إجمالي الراتب.. هو..... موافق / غير موافق.. توقيع العقد في أقل من يوم.

ما هذا!! أيعقل هذا ويستساغ في عرف التقييم وحسن الإنجاز. أين الخبرة التي امتدت سنوات وسنوات.. الحاسب الآلي مليء بالإنجازات المهنية الوظيفية على أكمل وجه. ورضا وظيفي لا نِد له ولا نظير إلى شكله. على كل حال من رضي عاش. سأتحمل الظلم والضيم وهضم الحقوق. لدي أسرة وبحاجة إلى رعاية وعطف وانسجام. لله أمرك أيها الموظف المسحوق والمغبون أينما وجدت وخاصة في مواقع العمل.

تمر الأيام والشهور تباعاً.. إنها الأمانة التي جُبِل عليها ذاك الموظف المسحوق. يقوم بالعمل في جِدٍ وتفان وإخلاص. بَيدَ أن (الماهية) بدأت تنفد تدريجياً.. إثر المصروفات الأسعار وغيرها من مستلزمات الحياة المعيشية.

الرواتب المجزية

ومن جهة أخرى.. المدير وأعوانه يتمايلون يمنة ويسرة.. إنهم ما فتئوا يقدمون لوائح تنظيمية ويتصدرون أوامر التوظيف برواتب مجزية سخية.. التي تتراءى أمام أعين الموظف المغبون المسلوب الحقوق عياناً جهاراً.

أجل تناسوا جِبلة الميزان المستقيم. ونبذوا المكيال وأقفلوا الأبواب بوجه المسكين المستكين. برغم إرسال إشعارات إلى صفحاتهم.. الوظيفة مهما كبرت وتنامت.. تظل مؤقتة... (لو دامت لغيرك) ما وصلت لك.... لكن هيهات هيهات.. لا أحد يسمع ولا أحد يستجيب.

انقلاب الجرن

بلى ..بين ليلة وضحاها .صدرت أوامر قصوى.. إقصاء ذاك المدير وأعوانه.. وانقلب (الجرن) رأسا على عَقِب بعد فوات الأوان.. مع استمرارية موظف مطحون يقلب الأوراق وحوادث الأيام والسنين بين يديه معيلاً أسرة. إنه من المساكين الذين تم إدراجهم على قارعة النسيان. ولم يحضّ على إطعامهم إلا قليل من الناس الخيرين الذين لم يميزوا إلى الآن بين الموظف (المطحون والموظف البهلوان).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.