محمد عوض الجشي
في خضم توسيع الأعمال على اختلافها وتنوعها، تتمخض بل تنضح وتنضج المهام وتتبلور ماهيتها خاصة التي تنضوي تحت إقامة المشاريع وقيام المنشآت، حيث تتعدد المسؤوليات وتتضافر الأولية تباعاً، حتى يتم إرساء هيمنة المباني: كإنشاء التروعات واستثمار المزروعات وإصلاح الواحات وعلو بنيان الشركات العملاقة والمتوسطة في الأماكن البعيدة خاصة في القرى النائية أو الواحات الرملية الشاسعة أو غيرها من المناطق والأراضي التي تحتاج تسوية في أعمال الجرف والاستصلاح Dredging and Reclamation. علاوة على الولوج الفعلي في أعمال الدِفان والردم وبناء السور وغيرها، والتي تصبح مدناً ومساكن ومؤسسات وأسواقاً ومرافق متعددة ترفيهية ومعمارية.. الخ...
إذن، الإدارة تتوسع في المهام وإناطة التفويض للمسؤولين من مديري الأقسام يتخذ مساراً لا مندوحة عنه.. خاصة في التعويل على الإدارة (المركزية) والتي يقصد بها الرجوع إلى إدارة جامعة تستحوذ جُل أعمالها المنوطة في كافة شؤون إدارة الأفراد والمؤسسات من دون الرجوع الى نمط (المركزية) الذي حتماً يأخذ منحنى التفويض الرسمي في بداية مسار النهج القانوني المتبع..
وهذا ما ينبئ في علوم الإدارات (المتأخرة) ويقصد بها السابقة السابقة.. أن لا تتكئ على سلم المحسوبية والمباهاة ومحاورة الدوران في فلك جاف متكرر.. وهذا ما يحدو بالنظر في عين البصيرة والشمولية الى المديرين السابقين الذين ما برحوا في مهامهم بالرغم من قيامهم بإحالة بعض الأعمال إلى المديرين والمسؤولين الذين تمت الموافقة عليهم من قبل المدير المسؤول المفوض.
أجل... إنه من غير الأعراف المناسبة في ظل العرف الإداري والتنظيمي أن يقدم مدير الدائرة الأول. أن يقرع باب المدير المسؤول الذي تم تنصيبه من قبل مدير الدائرة والذي كان ولايزال يتمتع بالقوة التنفيذية القصوى ويعدّ هو الرجل الأهم Focal Point Person في المؤسسة وله الأحقية ولديه السلطة القصوى في أن يباشر في أي وقت القيام بعملية الاتصال الفوري سواء من قبل جهاز السكرتارية أو منه شخصياً في تبادل المشورة والاستبيان مع الإدارة والأقسام التي تحت إمرته وسلطته، بحيث تظل مساقات ومسارات الاستقلالية تناط وتنداح من قبل مدير الدائرة هو نفسه لا غيره... خاصة في بيئة العمل Work Environment طالما ظل في هيكلة الوظيفة أو حتى بعد الفراغ منها سواء أكان إقالة أو استقالة.. وبعبارة أصح إن المدير التنفيذي والذي يعرف بـ Director له فحوى واستقلالية اتخاذ القرار وتنفيذه واسقاطه على موظفي دائرته بمن فيهم المديرين والمشرفين والسوبر superintendent.. بدءاً من قفل الباب والدخول عنوة سواء أكانت زيارة عرضية أو ميدانية.. إنها مساحة مثلى تتمتع بالصلاحية وديمومة المراقبة مدعومة بقوانين ونظم لا غبار عليها.
نعم.. مدير الدائرة يجب أن تظل له هيبته وظله الذي يعزز إطار الأعمال ويعطيها الزخم المعنوي المادي، إذ إن المديرين الجدد وحديثي التخرج يطلب منهم أن يتعلموا النهج الصحيح السليم، وأن يحاكوا المديرين والمسؤولين القدامى الذين رسموا خطوط الأعمال بجدية وكفاءة واقتدار، وأن لا ينكفئوا أبداً أو ان يصيبهم الفتور جراء التغيير في الهيكل التنظيمي أو سياسة المؤسسة (الشركة) بل عليهم أن يصيبوا الخطأ ويصححوا القوانين والنظم، خاصة التي ستصب في مصلحة المؤسسة وأن يظلوا عوناً في صريح الإيجابية الفعلية لا (الشكلية)، حتى إذا ما استشعر المديرين الجدد في استقلالية تامة بعيدة عن مركزية (مدير الدائرة) وأقفلوا الباب وحملوا السلم في عرض الحائط. دون شك ذاك هو التخبط و(التخبيص) الإداري برمته جملة وتفصيلاً.. أما عداها فإن الذكاء العاطفي Emotional Intelligence يذهب هباء الرياح.. والذي كان نصب عين مدير الدائرة على اختلاف مسارها وطبيعة أعمالها.. وعلى مدير الدائرة أن يدفع الباب لا أن يقرعه أبداً...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.