البريكي وأسرار النجاح.. من مهرجان الشارقة إلى بيت الشعر

 
مازن العليوي

تابع مهرجان الشارقة للشعر العربي حضوره القوي عبر دورته الأخيرة التي رعاها الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة مطلع العام 2024، مؤكداً أن إمارة الشارقة لها الريادة في الاهتمام بالأدب والشعر على المستوى العربي، إذ جمع المهرجان شعراء متنوعي التجارب من مختلف الدول العربية، وحضر فعالياته الرئيسة والفرعية عدد كبير من المهتمين بالشعر والأدب.

ولو أتينا إلى التنظيم العام للمهرجان لوجدناه مميزاً ودقيقاً، فمدير بيت الشعر محمد عبدالله البريكي استطاع مع فريقه المساند تقديم صورة مشرقة تضاف إلى سحر الشارقة ليكتمل عقد الإبداع فيها متوجاً بالشعر "ديوان العرب"، وليس غريباً أن يتميز الشاعر محمد البريكي بالتنظيم وتنسيق الأمسيات والندوات فهو الشاعر والأديب والكاتب الذي ألقى قصائده في الكثير من الدول العربية، واستطاع أن يثبت حضوره كشاعر في مختلف المحافل التي شارك بها، وهو الإداري المميز الذي استطاع في المهرجان أن يرسخ اسم "بيت الشعر" - الجهة المشرفة على المهرجان - كجهة إبداعية قادرة على صناعة الفارق في مساحات رحبة من تكوينات الإبداع.

ومن خلال قربي من بيت الشعر، وحضوري لعدد من نشاطاته، يمكنني القول إن نجاح محمد البريكي في مهرجان الشعر العربي وغيره من فعاليات بيت الشعر، لم يأتِ من فراغ، فهو دائماً أول الحاضرين، وكم من مرة ذهبت مبكراً لحضور أمسية في منتدى الثلاثاء قبل موعدها بساعتين كي لا أدخل في زحمة الطريق، لأجده واقفاً يشرف على تنسيق المكان بالشكل الذي يريح المشاركين والجمهور، ولا يترك أدق التفاصيل إلا ويتأكد منها، مثل التصوير والضيافة ومراعاة الطقس إن كان مناسباً كي تكون الأمسية في المساحة الخارجية، وإن لم يكن الطقس مناسباً وجّه بنقل الأمسية إلى القاعة الداخلية.

حين تكون ناجحاً، مخلصاً للمهمة التي توليتها، فإنك تشعر بالنتيجة عبر الجمهور، ولو نظرنا إلى الجمهور الكبير الذي يحضر أمسيات منتدى الثلاثاء في بيت الشعر، لأدركنا أن البريكي استطاع أن يقود الدفة بجدارة، وأن يبقي للشعر وهجه، ويخطئ من يقول إن زمن الشعر انتهى، فألق الشعر مستمر مادام هناك مخلصون يعملون ليل نهار من أجله.

الحضور في فعالية فرعية ضمن مهرجان الشارقة للشعر العربي 2024

جمهور كبير في إحدى أمسيات منتدى الثلاثاء في بيت الشعر في الشارقة