عبدالقادر رالة: ربة بيت

 

عبدالقادر رالة *

لا أدري إن كان علي أن أسخر منها أو أُعجب بها وأمدحها!...

كثيراً ما كانت تجلس تلقاءنا في بهو قاعة الانتظار عند الطبيبة دكتورة صبري؛ نحن بضع نسوة... وكانت كل واحدة منا تفتخر بالنجاح الذي حققته؛ أنا أستاذة في الثانوية، وأخرى معلمة، وتلك موظفة في دار البلدية، وأخرى في الدائرة، وهذه التي بجانبي رئيسة قسم في مصلحة المياه، أما من تبقى صامتات فهن ربات بيوت.

إلا هي.. فبالرغم من أنها ربة بيت مثلهن، إلا أنها تفتخر بذلك، وتحكي بتباهِ واعتزاز عن مطبخها، ولا تشعر أبداً بأي نقص تجاهنا.

تتحدث بحماس عن الأكلات اللذيذة التي تحضرها لزوجها، وكيف يستمتع بالمضغ، ويعجبه أكلها، فيكافئها بقبلة مميزّة أو قارورة عطر.

لا تخجل أبداً من صفة ربة بيت! وقالت إنها تشاجرت مع زوجها في أحد الأيام، لأنه أتى بدجاجة مشوية من الخارج، فغضبت أكثر وأمرته أن يأتي بها نيئة من عند اللحام، وهي التي تشويها.

ننظرُ إلى بعضنا البعض، وما أنا متأكدة منه، أننا كنا نتأسف لأننا نفتقد المطبخ والأكل اللذيذ الذي يحتاج الى أيدينا، والذي يفرح أزواجنا قبل أن تفرحهم رواتبنا.

* كاتب جزائري