هند أحمد جاد
مرآة الاكتئاب، كيف هي؟ ومتى تعلم أنك تنظر إليها؟
هي متلازمة تأتي قبل الاكتئاب بقليل، عندما تقف فى منتصف العمر، وتنظر إلى الخلف فتجد سنين كثيرة من عمرك مرت من دون فائدة، فتعود لتنظر إلى الأمام لترى بعينيك الضعيفتين، أن هناك سنيناً مقبلة تكاد تكون كالتي خلفك، فتشعر بالافتقار للأيام التي طالما حلمت بعيشها، ثم فجأه تسمع صوتاً يمر من خلالك ليقف فوق عقلك وأمام عينيك.
يقول بكل حزن ماذا فعلت، ما هذا وكيف ومتى، وماذا قدمت في هذه السنين؟.. ولا شيء.
في هذه اللحظة اعلم أنك تنظر في مرآة الاكتئاب، ولكي لا تبقى واقفاً كثيراً أمامها يجب أن تشغل بصرك بما هو حقيقة، والحقيقة هي أن هذه الدنيا بنيت ولها بداية ونهاية، وكل شيء تحمله داخلك له بداية ونهاية، والنهاية هي الحقيقة الوحيدة المتعارف عليها حتى الآن، نهاية للسعادة ونهاية للحزن ونهاية للمكاسب ونهاية للخسائر، نهاية للتضحيات ونهاية للأنانية.
لا أقول لك أن تجلس مكانك من دون حراك وتنتظر هذه النهاية، ولكن يجب على الإنسان الذي ينظر إلى هذه المرآة أن يعلم أن هذه الدنيا وهذه الحياة المملوءة بالحزن وعدم الرضا زائلة، وأن هناك نهاية لكل هذا إن كان عبثاً أو روائع. وإن تيقنت بقدوم هذه النهاية لاستطعت هزم كل شيء.. ليس فقط الاكتئاب، فهذه المرآة ما هي إلا إنعكاس لك، فإن أردت أن ترى الأفضل ستراه.
وختاماً (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) (185 من سورة اَل عمران)
وما الحياة الدنيا إلا متعة زائلة، فلا تغتروا بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.