رامي محمد *
في البداية نتقدم بخالص العزاء في شهداء فلسطين، متجهين بالدعاء إلى الله عز وجل أن يرزقهم جنات الفردوس الأعلى، وأن يُثبت أقدام المجاهدين، وينصرهم على العدو الصهيوني المُجرم.
وعندما نقرأ المشهد حالياً نجده مطابقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت". رواه أحمد وأبو داود.
وهذا الحديث يبرر لنا الصمت العربى والإسلامي تجاه الدفاع عن القضية الفلسطينية، اللهم إلا بعض الشجب وتسجيل الاعتراض، والشعور بالقلق، والتحذير مما هو مقبل، مع محاولة تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر منذ سنوات طويلة. ويؤسفني أنني أثناء كتابة تلك السطور تكون قد بدأت الاوضاع المعيشية في الطريق إلى الانفجار والتدهور التام، فلا غاز ولا كهرباء ولا ماء ولا مكان آمن، ولنقف هنا كي نعود إلى الخلف بضعة أيام، ونسأل أنفسنا لماذا قامت المقاومة بعملية سُميت بطوفان الأقصى؟ والإجابة ببساطة هي جرائم الاحتلال في القدس الشريف، وقيام المستوطنين بتدنيس المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال بشكل متكرر، كل هذا ولم يتحرك ساكن لنجدة المسجد، كأنه تحول مُسماه إلى المسجد الأقصى الفلسطيني!
وقد قامت المقاومة الفلسطينية بتحذير سلطات الاحتلال كثيراً ولكن بلا مُجيب، وعندما تحركت وقامت برد مُزلزل لم تجد مُسانداً إلا على استحياء، وبدأ الغُثاء في التحرك ليقول: حماس هي من بدأت، لماذا قامت بتلك العملية الكبيرة التي لا تُحمد عقباها، ماذا عسانا نفعل.. وكلها مبررات واهية للتنصل من القضية، وإراحة الضمير غير الموجود، وهذا بسبب حب الدنيا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم وكراهية الموت في سبيل الله وهو أعظم الدرجات,
ومازال يحاول الغُثاء في الاحتماء بجبل من المبررات يعصمه من الطوفان، ولكن لا عاصم من أمر الله إلا من رحم، فهو القادر على استبدال الغُثاء بغيرهم ثم لا يكونون مثلهم في الانبطاح والوهن.
* كاتب مصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.