رامي محمد *
شبيك لبيك.. مراتك بين ايديك.. تطلب إيه؟ كلمات تبدو طبيعية لزوجين يحاون بعضهما البعض، لكن ماذا لو أخبرتكم أن تلك الزوجة امرأة عاملة، وأن الزوج عاطل عن العمل متحججاً بالكثير من المبررات الواهية. ولم لا فهو شخص انتهازي وجد ضالته في مسكينة تعمل من أجله، ومن أجل تربية أبنائه، وتطبخ وتغسل وتنظف.. وتعمل كل شيء.. أما هو فلا يفعل أي شيء، بل وقد يُعنفها ويضربها لعدم القيام بواجبات المنزل على الوجه الأمثل!
وفي مصر مثلاً يُطلق على تلك النوعية من الرجال اسم "النطع"، وهو لفظ واسع الانتشار تلك الأيام، لكن قديماً لم يكن الوضع هكذا، فالمرأة كانت لا تخرج من المنزل إلا للضرورة، وكان من العيب أن تعمل من الأساس، بجانب عزوف شريحة واسعة من الناس عن تعليم بناتهم لرغبتهم في إلحاقهن ببيت العدل (منزل الزوجية)، ولكن بعد ذلك تغيرت الأوضاع وبدأ ما سُمي بحركات تحرير المرأة، وظهور أسماء على الساحة أمثال "قاسم أمين، صفية زغلول، هدى شعراوي".. وبداية الدعوة لمساواه المرأة بالرجل، ومن ثم بدأ المجتمع يتغير، ورويداً رويداً ومع ظهور أزمات اقتصادية عاصفة، بدأت المرأة في النزول إلى سوق العمل، لاسباب كثيرة قد تكون لمساعدة زوجها أو مساعدة الأهل أو لتحقيق ذاتها كما تقول بعضهن... الخ، مما تسبب في زيادة المعروض من الايدي العاملة من الجنسين، وإحتدام المنافسة بينهم على الوظائف الشاغرة، مما أدى إلى انخفاض نسبة الوظائف للرجل، وارتكان بعض الرجال على زوجاتهم في النفقة، مما أدى في النهاية إلى بروز ظاهرة الرجل النطع والمرأة العاملة.
بيد أن بعض السيدات العاملات يرفضن أن ينفقن على أزواجهن، ويفضلن الانفصال عن تلك الحياة غير الصحية، وتبدأ أي منهم حياة جديدة بعيدة عن تلك المشكلات، ولكنهن يصطدمن بإشكاليات أسوأ، حيث إنها من الممكن أن يكون لديها أبناء تخشى عليهم من الضياع، أو تخشى أن تحمل لقب "مُطلّقة"، ولكن الواقع يقول إن معدلات الطلاق في ازدياد بشكل مُخيف، أي إن النساء أصبحن يفضّلن أن تنال الحرية مقابل البُعد عن نار "النطع".
* كاتب مصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.