عبدالناصر عليوي العبيدي *
ويــحكى أنّ جحشاً ذاتَ مرّةْ
وقــد عبرَ الطَريقَ وفيهِ حفرةْ
فــلمْ يــأبهْ ولا خافَ انزلاقاً
فمرَّ وكانَ عنها قَيد شـــعرةْ
فــأصبحَ ساقطاً فــي قاعِ بئرٍ
ولــيسَ لــه ســوى آهٍ وزفْرَةْ
وأصــبحَ عاجزاً عن أيّ فعلٍ
كــمسكينٍ غــدا يحتاجُ نُصْرَةْ
فــظلَّ مُــمَدّداً زَمَــناً طــويلاً
لــيُــجبرَكَسْرُهُ يــحتاجُ فــترةْ
وصــاحبُه بهِ قد ضاقَ ذرعاً
يــداوي جــرحَهُ ويــشدُّ أزْرَهْ
تــعافى الجحشُ واشتَدّتْ قُواهُ
وعــادَ ليحملَ الأحمالَ سُخرةْ
وحــينَ يمرُّ ذاتَ الدربِ يغدو
كــمــحمومٍ إذا تــأتــيهِ قِـــرَّةْ
يــغــيّرُ دربَـــه عــنها بــعيداً
وقــد رُدِمَتْ وما منها مَضَرَّةْ
تــعجَّبَ مــنهُ صــاحبُهُ كثيراً
وظــنّ أصــابَهُ خللٌ و طَفْرَةْ
أجــنِّيٌ هناكَ ولستُ أدري؟
كــأنَّكَ نــائمٌ نَــخَزتْهُ إبرةْ!
فــجاوبَهُ الــحمارُ أصبتَ حقاً
أظــنُّكَ قــد تــقولُ دَهتْهُ عُرَّةْ
وقــعتُ ببؤرةٍ وخرجتُ منها
وأخــشى أنْ تكونَ هناكَ كَرَّةْ
حــمارٌ مَنْ تَلَقَّى الدَّرْسَ يوماً
ولــم يَكْسِبْ مِن الأخطاءِ عِبْرَةْ
فــقــالَ خــلاكَ ذمٌّ يــا حماري
لــقد أكــسبتَنِي عــلماً وخبْرَةْ
لــقــد أعــطيتَنا درســاً مــفيداً
وحــقُّكَ أن تــنالَ عــليهِ أُجْرَةْ
فــكم مــن ظالمٍ لاقى مصيراً
ويــأتــي ظــالمٌ لــيسيرَ إثــرَهْ
إذا ســقطَ الــحمارُ غدا حكيماً
وبعضُ النّاسِ تسقطُ ألفَ مَرَّةْ
* شاعر سوري، حاصل على بكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة حلب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.