عبدالقادر رالة
تحلقت النسوة بعد العشاء حول صينية الشاي والفول السوداني، يثرثرن عن الأعراس، والملابس وأدوات التجميل، والجنائز، وأخبار الخطوبة والطلاق، والترمل...
غير أن امرأة شذت بيننا، وبدأت تسرد علينا قصص الأشباح والأرواح المعذبة، وبالأخص قصة الكركاندو المرعب الذي التقت به وجها لوجه.
آه.. آه.. الكركاندو الذي يخافه الجميع حتى أشجع الرجال، وهو شبح يأتي على شكل تمساح ضخم، يجر سلاسل حديدية ضخمة، صوته كفيل بأن يقضي على ضحاياه!.. وإذا أمسك بهم فإنه يدفنهم أحياء.. وهو دائماً ينتظر أولئك الذين يضلون الطريق، أو يعبروا المقابر..
أرعبتْ حكايتها بعض الفتيات المراهقات اللواتي كن وسطنا، فانفجرن باكيات مرعوبات، بينما أخذنا نحن نضحك من دون انقطاع؛ بكاء حقيقي يخالطهُ ضحك ساخر!
سألتْ أحدى المرعوبات:
ـــ ماذا كنت تفعلين في الليل يا خالة؟ ولوحدك...
نظرت إليها طويلا وقالت بهدوء: وكأنك لا تعرفين ماذا تفعل الصبية في الليل لوحدها بعيداً عن بيتها؟ إذا لم تكن تنتظر حبيبها.. لكن للأسف في تلك الليلة لم يأتِ كعادته لأنه كان متوعكاً، فجاء الكركاندو بدلاً عنه! كنت سأموت إذا لم أره في الأسبوع مرتين على الأقل! والحمد لله.... حقق الله لي أمنياتي إذ تزوجني ورزقت منه البنات والبنين.
* كاتب وقاص جزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.