غلاف كتاب مقالات الشيخ علي يوسف |
أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، التابعة لوزارة الثقافة المصرية، ضمن إصدارات سلسلة تاريخ المصريين كتاب "مقالات قصر الدوبارة.. للشيخ علي يوسف صاحب صحيفة المؤيد" من إعداد وتحقيق سعد عبدالرحمن.
"مقالات قصر الدوبارة"، هي مجموعة من المقالات التي كتبها الشيخ علي يوسف ونشرها في جريدته المؤيد عن اللورد كرومر في أخريات أيامه، وبعد استقالته في أعقاب العاصفة التي هبت في وجهه وزعزعت مكانته السياسية بسبب أحكام المحكمة المخصوصة على فلاحي دنشواي المساكين.
مقالات الشيخ علي يوسف تبدأ بمجموعة مقالات كتبت ونشرت في جريدة "المؤيد" قبل يوم الأربعاء الذي عاد فيه اللورد كرومر إلى مصر وأغلبها يعد بمثابة مذكرة دفاع مسهبة عن مصر والمصريين، راح الشيخ يفند فيها الكثير من الدعاوى الكاذبة التي دأب اللورد على ترديدها تبريراً لسياسته الغاشمة التي ساس بها مصر والمصريين طوال فترة حكمه.
وتضمنت المقالات نقداً لديكرتو سنة 1895 الذي أوجد نظام "المحاكم المخصوصة"، وقد طالب الشيخ علي يوسف بإلغائه معللاً ذلك بثلاثة أسباب: أولاً لأن وجود المحكمة المخصوصة ذريعة دائمة على نقص محاكمة مصر، ثانياً: لأنها ذريعة دائمة أيضاً على خوف إنجلترا من المصريين، ثالثاً: لأن وجود المحاكم المخصوصة يتنافى والعدل، فهما ضدان لا يجتمعان.
أما مقالات الشيخ علي يوسف التي كتبها بعد يوم الأربعاء وهو اليوم الذي عاد فيه اللورد من لندن إلى مصر، فقد تناول في أولها "سياسة التعليم" الفاشلة التي يشرف على تنفيذها المستر "دنلوب" مستشار وزارة المعارف، وهي سياسة كانت محصورة في هدفين لا ثالث لهما: إعداد الطلبة لخدمة الحكومة في الوظائف الصغيرة، وتمرين النفوس على تمكين هذه الرغبة فيها لإيلافها موت الإرادة وفقدانها.
كما تناول الشيخ علي يوسف بالتفنيد - في مقالاته التي كتبها بعد يوم الأربعاء - ثلاث تهم رئيسة دأب قصر الدوبارة أي اللورد كرومر على توجيهها إلى المصريين وتتلخص في: التعصب والقلق، والجامعة الإسلامية، وعدم كفاءة المصريين وراح يفندها واحدة تلو الأخرى عبر الكثير من الأدلة والبراهين، كما تناول بالنقد حملة اللورد كرومر على الصحافة الوطنية في الفترة الأخيرة من حكمه واتهامه لها بأنها "كذابة" في كل ما تقول وأنها مضرة دائماً حين قال: "وجدتها تشوه وجه الحقائق عادة فترويها على غير صحتها"، وحين قال أيضاً "ولست أتذكر أني قرأت في جريدة منها مقالة واحدة صحيحة المادة أو حسنة الاستدلال أو مفيدة في المسائل المالية أو المعارف أو النظائم الفضائي"، ويكشف الشيخ علي يوسف تناقض اللورد في سلوكه تجاه الصحافة والصحفيين مع تصريحاته عن أهمية الصحافة الحرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.