رامي محمد *
قارون رجل الأعمال الناجح وصاحب الثروة التى تقدر بمليارات الدولارات بمقاييس اليوم، فهو إيلون ماسك هذا العصر بل ويتعداه بكثير، ولم لا فهذا العبقري قد استطاع الحصول على ثروات طائلة لا يستطيع حمل مفاتح أبوابها إلا عصبة من الرجال الأشداء، أما أسباب ثرائه الفاحش فلم تُعرف حتى وقتنا هذا، وقد يكون من خلال علم تعلمه وأبدع فيه، بجانب صلته الوثيقة برجال الدولة الفرعونية آنذاك، على الرغم من أنه كان من قوم موسى عليه السلام، ولكن المصالح تتصالح كما يقول العامة.
تكمن مشكلة قارون الحقيقية تكمن في عدم أدائه للصدقات، والبغي والجور على الفقراء والمساكين، والتفاخر بما أتاه الله من علم ومال، وكان يخرج على الناس متباهياً بثروته، ثم عوقب بالخسف هو وكنوزه، ليكون عبرة لمن يأتي من بعده.
أما اليوم فإننا نجد الكثير من الأغنياء الذين يمتلكون ثروات طائلة ليست من ثمرات جهدهم، أو من عرقهم، بل من سرقة الملايين من الفقراء في مجتمعاتهم، يرفضون دفع حق الله في أموالهم من زكاة وصدقات، أو حتى حق الدولة من الضرائب، يحاولون بشتى الطرق التحايل على القوانين وإيجاد الثغرت التي تخرجهم من السداد، ولكن إذا استطاعوا التحايل على قوانين البشر فلن يستطيعوا بالطبع التحايل على رب البشر، لدرجة أن قارون نفسه قد نظلمه إذا تمت مقارنته مع هؤلاء اللصوص، والآن نفترض أن قارون عاد إلى الحياة وطلب الكلمة، دعونا نتخيل ما سوف يقول..
أنا قارون الثري، والذي تم ذكري في القرآن الكريم، وقد آتاني الله تعالى نعمة المال الوفير، وذلك من خلال علم علمني إياه، ولكنني بغيت على العباد وتكبرت وادعيت أن الثروة التى كونتها كانت بعلم واجتهاد مني، ليس لبشر فيها نصيب، وها قد أهلكني الله، ووددت فقط أن أحذر كل من آتاه الله نعمتي، فلن تستطيع جمع ما جمعت، ولن تكون أهون على الله مني، فاتقِ الله ما استطعت، واحمد الله على ما جمعت، وأعطِ الأجير حقه قبل أن يجف عرقه، وتصدق على الفقراء والمساكين ما استطعت، فلن يضر مالك شيء، بل سيزداد بركة، وستنول أنت رضا الله تعالى، وإن لم تفعل وكنت محظوظاً، وأمهلك الله حتى الموت، فمرحباً بك معي في الجحيم.
* كاتب مصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.