رامي محمد |
أثناء احتفال المسلمين في كافة أنحاء العالم بعيد الأضحى المبارك، قام شخص عراقي الأصل من المهاجرين إلى دولة السويد بتدنيس وحرق المصحف أمام المسجد الرئيس بالعاصمة "ستوكهولم".. كل هذا حدث في حماية الشرطة السويدية دون تدخلها بل وعملت على حماية الشخص المتطرف من الاعتداءات المتوقعة بداعي أنه لديه تصريح رسمي بذلك.
في خطوة استفزازية لمشاعر قرابة ملياري شخص يشكلون تقريباً ربع سكان كوكب الأرض، من دون التفكير في عواقب تلك الفعلة الآثمة، وكل هذا تحت شعار "حرية التعبير".
منذ متى كان ازدراء الأديان حرية تعبير؟
ومنذ فترة طويلة دأبت الكثير من الدول الآوروبية في منح تصاريح للمتطرفين بحرق نسخ من المصاحف، أو الصمت وعدم اتخاذ قرارات رادعة تجاههم، مثل "الدانمارك، السويد، هولندا، ألمانيا، فرنسا، بريطانيا".. في حين أن الكثير من تلك الدول تجرم المساس أو التشكيك في وقوع محرقة اليهود "الهولوكوست" والتي قام بها الزعيم النازي "هتلر"، فلماذا هذا التناقض؟
وكل ذلك يؤدي في النهاية إلى مزيد من التحريض على العنف، والهجمات الانتقامية من أفراد أو جماعات إسلامية، مثلما حدث وقت نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، في الجريدة الساخرة "شارلي إيبدو" في العاصمة الفرنسية "باريس"، وانتهت بمقتل وإصابة العشرات.
وحتى فى الأراضي المحتلة منذ أيام هاجم مستوطنون أحد المساجد في "نابلس" ومزقوا عدداً من المصاحف.
ولا أحد يعلم لماذا تتكرر مشاهد الانتقام من المصحف الشريف، فتارة تستخدمها التيارات اليمينية المتطرفة في أوروبا لكسب أصوات الناخبين المؤيدين لوقف الهجرات، وتارة يستخدمها آخرون في كسب الشهرة والمال، وكلها أساليب رخيصة ودنيئة لا تفيد في شيء سوى سكب البنزين على النار.
وأمامنا نحن كمسلمون دور مهم قبل الحكومات، وهو إظهار سماحة الإسلام تجاه هؤلاء ووضعهم في حجمهم الطبيعي، فلا نعطي لهم قيمة بل نظهر غضبنا بالأدوات المتاحة، قد تكون في شكل مظاهرات متحضرة بلا عنف أو تخريب، وبمقاطعة منتجاتهم اقتصادياً قدر المستطاع.. وفي صعيد آخر نقوم بتعريف الغرب بتعاليم الإسلام الحقيقي عن طريق الإنترنت وغيره من قنوات الاتصال الحديثة، ولنواجه الإساءة بالحسنة أفضل شيء لكسب تعاطف عدد أكبر من تلك المجتمعات، وتنحية وتحييد المتطرفين منهم جانباً.
* كاتب مصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.