رامي محمد |
إن اختيار الموظف المناسب في المكان المناسب هو مشكلة تواجه الكثير من الشركات، وهنا نستطيع تقسيم تلك المشكلة إلى شقين:
الشق الأول: هو ما يجب أن يحدث.
الشق الثاني: ما يحدث بالفعل.
إذا تحدثنا عن الشق الأول فهو واقع افتراضي لما يجب أن تقوم به كل شركة راغبة في تعيين أحد الموظفين في وظيفة محددة، فالطبيعي أن تعلن الشركة عن الوظيفة الشاغرة موضحة المهام المطلوبة، وصفات من يرغب في شغل تلك الوظيفة بالتفاصيل، ثم بعد أن يتقدم الراغبون في الوظيفة يتم عمل مقابلات شخصية من قبل الموظف المسؤول عن قسم التعيينات بالشركة، ومن ثم يتم اختيار إنتقاء أنسب شخص من المتقدمين بكل نزاهة وبلا أي محسوبيات.
أما الشق الثاني: وهو ما يحدث في العديد والعديد من الشركات اليوم، وبمجرد ظهور إعلان مقتضب لوظيفة خالية في تلك الشركات تبدأ المحسوبيات في الظهور، وبين ليلة وضحاها يظهر الموظف الجديد غير المؤهل لأى شيء ليظفر بالوظيفة، متخطياً مئات المجتهدين من الباحثين عن فرصة عمل، تكفيهم شر الاحتياج، وتحقق رغباتهم في العيش الكريم.
مثله مثل الطالب غير المجتهد الذي يلهو طوال العام الدراسي، وعند الامتحان يلجأ للغش للوصول لنفس درجة زميله المكافح، فأين العدالة في ذلك؟
منذ فترة طويلة سمعنا عن جريمة استنساخ البشر، والآن أصبحنا أمام ظاهرة جديدة وهي استنساخ الموظفين، فنجد أبناء الأطباء صاروا أطباء، وأبناء المهندسين صاروا مهندسين، وأبناء الفنانين صاروا فنانين، وحتى أبناء لاعبي الكرة صاروا لاعبي كرة!
وكأن الموهبة التى حباها الله لشخص يجب بالضرورة أن يتمتع بها أولاده وأحفاده. وهذا كله ظلم بيّن للأشخاص المجتهدين في دراستهم، وإرث غير شرعي للكثير، وإهدار لكفاءات الامم، مما خلف خسائر في تلك الشركات بسبب التعيينات غير العادلة، ولننظر إلى مقاييس قرآنية لكيفية اختيار الموظف. عندما وصف سيدنا موسى عليه السلام بالقوي الأمين، والقوة توحي لنا بالمقدرة والكفاءة على القيام بالعمل، والأمانة بالطبع هي أساس تعيين أي شخص، وذلك حتى تنعم المؤسسات المختلفة بالرخاء والنماء.
* كاتب مصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.