صدر أخيراً كتاب "الوجيز في شعر المديح النبوي" للباحث الجزائري الدكتور عز الدين بن حليمة، وذلك عن دار ألفا للوثائق والنشر والتوزيع بالجزائر، حيث يقدم في الكتاب جوانب مهمة من فن الشعر الذي نظمه الكثير من الشعراء في مدح خير البرية، صلى الله عليه وسلم، مع التركيز على أعلام شعر المدح النبوي في العصر الحديث.
ويؤكد المؤلف أن القيم والفضائل الجديدة التي جاء بها الإسلام أسهمت في تطور فن المدح عامة، منذ القرن الأول هجري، حيث انبرى شعراء الرسول عليه الصلاة والسلام، وعلى رأسهم حسان بن ثابت، وعبدالله بن رواحة، وكعب بن مالك إلى التغني بهذه الفضائل، والدعوة إليها، والتصدي إلى المشركين وهجائهم والرد عليهم؛ بعد أن حثهم الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك، مادامت اللفظة آنذاك كانت أشد وقعاً على المشركين من السيف والرمح.
ويضيف بن حليمة، في مقدمة الكتاب، أن الأشعار المادحة لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم، استمرت إلى غاية وفاته وما بعدها إلى يومنا هذا، في مختلف أنحاء البلاد الإسلامية. ويشير المؤلف إلى أنها تطورت وتميزت في كل عصر من العصور الأدبية بتسميات وميزات وخصائص كثيرة تستدعي التحديد والتصنيف والدراسة الدقيقة لكشف فنياتها وجمالياتها، وما وراءها من خلفيات دينية وعقائدية واجتماعية وثقافية، إضافة إلى كشف مدى صحة ما يقال عن كل عصر من إيجابيات وسلبيات حول هذه الأشعار.
وتعد المدائح النبوية، بحسب مؤلف الكتاب، من الموضوعات التراثية القديمة المستحدثة والمتجددة التي تستهوي كثيراً من الباحثين والنقاد.
من جهة أخرى، يؤكد المؤلف على أنه حاول في هذا الإصدار الوجيز أن يركز على العديد من القضايا التي تتعلق بموضوع شعر المديح النبوي وأعلامه في العصر الحديث، إذ يقول "ما من قارئ بادئ ذي بدء، إلا وقد يتساءل في قرارة نفسه عن معنى شعر المديح النبوي؟ ولماذا لا يسمى رثاء بحكم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد توفاه أجله منذ أكثر من 1440 سنة؟ وكيف كانت بدايات هذا الغرض الشعري؟ وما هي أسباب شيوعه في كل مكان من بقاع العالم؟ وما هي أنماطه وأشكاله؟ ومن هم أعلامه في مختلف العصور؟ وغيرها من الأسئلة المهمة التي كثيرا ما يطرحها القراء حول هذا الموضوع".
يذكر أن بن حليمة حاصل على شهادة دكتوراه في الأدب العربي، ويعمل أستاذاً للأدب بجامعة الجزائر، وله العديد من المؤلفات والمقالات المنشورة عبر بعض الدوريات الجزائرية والعربية، والتي ركز فيها أبحاثه على شعر المديح النبوي، قديماً وحديثاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.