د. حسين جداونة *
طاقة
اعترف بذنبه..
طلب منها الصفح والمغفرة..
سجد عند قدميها..
ركلته بقوّة..
أنا لست إلهك...
فقد
عندما كنت في أمس الحاجة إليها رحلت.
أقسمت لي ولإخوتي أنّها ستعود قريبًا.. ومعها هدايا جميلة..
كلنا صدّقناها..
الأمهات لا يكذبن أبدًا...
حميميّة
أجدها تجلس على مقعدها تحت الدالية العتيقة..
ترحّب بي، بينما تستمرّ بغزل خيوط الصوف..
أجلس إلى جوارها... تطمئنّ منّي على الأولاد...
بين الفينة والأخرى ترفع رأسها تنظر إلى الباب..
هل تأخر والدك اليوم؟
أمومة
حملته خمسين عامًا،
وهنًا على وهن.
ثمّ تبيّن لها،
أنّ حملها كاذب...
ألم
أمسكتْ بالمعول، أخذتْ تهدم الحواجز التي بنوها حولها حجرًا حجرًا،
بينما عيونها تذرف الدموع...
حياة
الفراخ التي لم تكفّ عن الصراخ في عشّها..
أمّها علقت بشباك مصيدة...
تقدير
لأنّها مختلفة عنهم في كلّ شيء..
في طريقة تفكيرها.. في أقوالها.. في سلوكها..
فقد وفّروا لها كلّ ما تحتاجه في..
حبسها الانفرادي...
أمنية
"فقط، كنت أبحث عن سلام..
لا يلحق الأذى بأي مخلوق".
يا لك من شرّيرة!
إخلاص
المرأة الوحيدة التي أحبتني..
قتلتها..
حبًّا...
هدايا
المرأة التي سبحت بعكس التيار..
ولم تعد لديها رغبة في أن تشرح، أو تبرّر..
تلقّت صفعة على خدها الأيمن..
وأخرى على خدها الأيسر..
ثمّ انهمرت الهدايا...
* كاتب وباحث أردني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.