المتحدثون في المائدة |
استضاف المجلس الأعلى المصري للثقافة مساء أمس مائدة مستديرة بعنوان: (المنصات الرقمية وصناعة المحتوى الثقافي)، بتنظيم لجنة الإعلام بالمجلس بحضور مقررها الإعلامي جمال الشاعر الذي أدار النقاش.
وقد تحدث فى هذه الفاعلية كوكبة من الأكاديميين والإعلاميين وهم: وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق الدكتور ماجد عثمان، وخبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور أحمد الحفناوي، وعضو اللجنة الكاتب الصحفي أشرف مفيد، والخبير الاقتصادي خالد البرماوي، واستشاري الابتكار والتحول الرقمي وعضو لجنة الثقافة الرقمية الدكتور محمد خليف، والعضو المنتدب لمنصة (بيج براذر أناليتكس) المهندس مصطفى أبوجمرة وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة وعضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الدكتورة منى الحديدي.
أشار الدكتور جمال الشاعر إلى أن هذه المنصات تشتمل على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام، إضافة إلى منصات الفيديو، مثل يوتيوب، ومواقع النشر الإلكتروني، مثل ويكيبيديا وجوجل.
خلال المائدة |
ومع تزايد انتشار هذه المنصات، أصبحت صناعة المحتوى الثقافي أكثر نشاطاً وتنوعاً، حيث يقوم العديد من الأشخاص والمؤسسات بإنتاج المحتوى الثقافي بشكل مستمر ويشاركونه عبر هذه المنصات.
وتشهد صناعة المحتوى الثقافي نقلة نوعية؛ فقد باتت المنصات الرقمية التي أصبحت وسيلة رئيسة للوصول إلى الجمهور؛ فبفضل هذه المنصات، يمكن للمبدعين والمثقفين أن ينشروا عملهم وأفكارهم بسهولة ويسر، وبالتالي الوصول إلى جمهور كبير من دون قيود زمانية أو مكانية؛ حيث تعد منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام وسيلة شائعة لتبادل المحتوى الثقافي في مصر. وتتيح هذه المنصات للمبدعين نشر مقالات وصور وفيديوهات وغيرها من الأعمال الفنية والثقافية المختلفة. كما تتيح هذه المنصات الفرصة للمثقفين والمبدعين لإنشاء مجتمعات افتراضية حيث يمكنهم التواصل مع بعضهم البعض وتبادل الأفكار والإلهام.
وأوضح الدكتور ماجد عثمان أن المنصات الرقمية تطورت بشكل كبير فى السنوات الأخيرة وأصبحت تلعب دوراً مهماً في صناعة المحتوى الثقافي؛ فمن خلال هذه المنصات، يمكن للمستخدمين الوصول إلى مجموعة كبيرة من المحتوى الثقافي بكل سهولة ويسر، سواء كان ذلك عبر شبكة الإنترنت بواسطة الحواسيب أو من خلال تطبيقات الهواتف الذكية.
وتعد صناعة المحتوى الثقافي من أهم المجالات التي يؤثر عليها الذكاء الاصطناعي في المنصات الرقمية. فبفضل قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات كبيرة من البيانات وإنتاج محتوى متوافق مع أذواق المستخدمين، يمكن استخدامه لتحسين عمل المنصات الرقمية في إنتاج المحتوى الثقافي.
وباستخدام التحليل اللغوي والتعلم الآلي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتعرف على أساليب الكتابة وأنماط النصوص الأكثر شيوعاً، وبالتالي يمكنه تحسين جودة المحتوى وتحديد محتوى يتناسب مع اهتمامات المستخدمين.
علاوة على ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال تسويق المحتوى الثقافي عبر المنصات الرقمية. فبفضل قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل بيانات المستخدمين وتحديد اهتماماتهم، يمكن استهدافهم بشكل أفضل وتسويق المحتوى بطريقة أكثر فاعلية.
ومن جهة أخرى، يجب أن نأخذ في الحسبان أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى بعض التحديات فى مجال الحوكمة والأخلاقيات. لذلك، يجب تطبيق إطار من القواعد والأخلاقيات في استخدام التقنيات الذكاء الاصطناعى فى صناعة المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية، مما يضمن حماية المستخدمين وضمان جودة المحتوى.
فيما تحدث الدكتور أحمد الحفناوى عن شبكة الإنترنت التي أنشئت في ستينيات القرن المنصرم بهدف إنجاز أغراض عسكرية؛ حيث كان يُستخدم لتوصيل الحواسيب في مختلف المناطق الجغرافية ببعضها البعض. وتم استخدامه أيضاً خلال الحروب العالمية الثانية والحرب الباردة لتوفير وسائل الاتصال السريعة بين القوات العسكرية.
وأشار إلى أن شبكات الجيل الخامس تعد تقنية اتصال جديدة متطورة تعمل على توفير سرعات إنترنت عالية جداً، وإمكانيات اتصال أفضل من الجيل السابق، وبالتالي فإن هذه التقنية ستؤثر بشكل كبير على صناعة المحتوى الثقافي والمنصات الرقمية، ستمكِّن شبكات الجديدة من نقل المحتوى الثقافي بشكل أسرع وأكثر فعالية، حيث يمكن للمستخدمين تحميل ومشاهدة مقاطع الفيديو والصوت عالية الجودة من دون تأخير. وهذا من شأنه أن يزيد من قدرة الأفراد على استهلاك المحتوى الثقافي بشكل كبير، ويمكن أن تؤدي شبكات إلى زيادة عدد المستخدمين للمنصات الرقمية، حيث يمكن للمستخدمين الآن الوصول إلى المحتوى بشكل أسرع وأسهل، مما يزيد من عدد الزيارات والمشاهدات. وبالتالي ستزداد قيمة الإعلانات والمجتمعات الرقمية، مما يزيد من إيرادات صناعة المحتوى الثقافي.
وأخيراً، تفتح شبكات الجيل الخامس الجديدة أيضاً الباب لصنع المحتوى الثقافي بطرق جديدة ومبتكرة. حيث ستتمكن التقنيات الجديدة مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي من خلق تجارب فريدة من نوعها للمستخدمين، وهذا قد يؤدي إلى زيادة الاهتمام بالمحتوى الثقافي وتحويله إلى صناعة ناشئة مزدهرة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك منصات رقمية خاصة بالمحتوى الثقافي في مصر تهدف إلى توفير الوصول إلى المحتوى الثقافي المتميز للجمهور. وتتيح هذه المنصات للمبدعين والمثقفين نشر أعمالهم وتسويقها للجمهور بشكل أفضل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.