كانت تلك المرأة تأتي لكي تجلسَ هناك، أمام الباب الخشبي المُهترئ المطلي باللون الأخضر.. لم نكن نسميها إلا بأم الشهيد، برغم أن اسمها رقية..
كان مفتاح ابنها بطلا مميزّاً، مثل كل الأبطال الأشاوس الذّين أنجبتهم منطقتنا، والذّين لم يؤمنوا إلا بالجزائر الحرّة، ولم يسكن رؤوسهم إلا الاستقلال...
استشهد في أعماق الغابة، في أعالي الجبال... بكاه والده، وحزنت لأجله القرية، فزغردتْ النسوة، وصاح الشيوخ.. الشهيد حبيب الله.. وهتف الأطفال... تحيا الجزائر.. حرة عربية..
بكتْ أم الشهيد... ذرفتْ دموعاً حارة ... لكنها ما صدقتْ أن ابنها استشهد! وما آمنت أن يتمكن الفرنسيون من النيل منه وهو الشجاع الجرئ.. ولم تقّر بأن الحركي تتبعوه وهو الحذّر!..
استمرتْ تنتظره كل مساء أن يعود كما كانت تفعل من قبل، حتى تغيب الشمس وراء الأفق..
أربع سنوات، تترقب قدومه كل مساء، ومن يسألها، تقول إنها تنتظر مفتاح! إنه في الطريق...
أسفنا لأجلها، واعتقد بعضنا أنها أصيبت في عقلها، إذ لم تتحمل صدمة استشهاد ابنها البكر!..
لكن...
بعد الاستقلال، بحوالي ستة أشهر أخبرتْ الجيران بأن مفتاح جاءها في المنام وتوسل إليها أن لا تنتظره، وإنما عليها أن تعتني بزّوجها وولديها الآخرين...
* كاتب وقاص من الجزائر
بكتْ أم الشهيد... ذرفتْ دموعاً حارة ... لكنها ما صدقتْ أن ابنها استشهد! وما آمنت أن يتمكن الفرنسيون من النيل منه وهو الشجاع الجرئ.. ولم تقّر بأن الحركي تتبعوه وهو الحذّر!..
استمرتْ تنتظره كل مساء أن يعود كما كانت تفعل من قبل، حتى تغيب الشمس وراء الأفق..
أربع سنوات، تترقب قدومه كل مساء، ومن يسألها، تقول إنها تنتظر مفتاح! إنه في الطريق...
أسفنا لأجلها، واعتقد بعضنا أنها أصيبت في عقلها، إذ لم تتحمل صدمة استشهاد ابنها البكر!..
لكن...
بعد الاستقلال، بحوالي ستة أشهر أخبرتْ الجيران بأن مفتاح جاءها في المنام وتوسل إليها أن لا تنتظره، وإنما عليها أن تعتني بزّوجها وولديها الآخرين...
* كاتب وقاص من الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.