رامي محمد *
كل عام والأمة العربية والإسلامية بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وفي دولة مثل مصر والتي أنتمي إليها نسمي كل مناسبة بالأكلة المفضلة لغالبية المصريين، فنجد عيد شم النسيم أو الربيع يسمي عيد الرنجة، وعيد الفطر يسمي بعيد الكعك، أما عيد الأضحى فنسميه عيد اللحمة، وجرت تلك العادات على مدار قرون من الزمان، ولكن يبدو أن الأعياد فى مصر وبعض الدول التى تمر بأزمات مالية طاحنة قد بدأت في تغيير ملامحها.
فنجد أن أسعار اللحوم تناطح ناطحات السحاب، لا يقدر عليها إلا من استطاع إليها سبيلاً، ولا يوجد سبل كثيرة أمام الفقراء والمساكين سوى التحسر والصمت، فاذا كنت فقيراً فلا حق لك ولا لأبنائك في قطعة لحم، فالفقراء لا يجب أن يأكلوا مثل الأغنياء، لأن معدة الاغنياء هي فقط القادرة على هضم اللحوم، Take it or leave it هذا هو المنطق السائد في النظم الاقتصادية اليوم.
ولتذهب المسؤولية الاجتماعية إلى الجحيم، وتذهب معها الفقراء والمحتاجين، ونترك الأغنياء المتربحون من مجتمعاتهم يرتعون ويلعبون.
نريد تعلم معاني الحياة، والتي أكدت عليها الأديان والدساتير، فالعالم يجب أن يستوعب الفقراء، خصوصاً في تلك الأيام الصعبة، وبشكل متحضر يقوم كل ميسور الحال في نطاق الحي أو الشارع بالتكفل بأضحية لفقراء منطقته وبشكل منظم يستفيد منه الجميع، فما نقص مال من صدقة، بل سيدخل عليه الخير أكثر وأكثر.
لنتذكر رجل الأعمال الراحل "محمود العربي" الذي يعتبر أيقونة للفقراء والذي كلما حل ركود في السوق قام بتعيين موظفين جدد لأنهم يجلبون له الرزق، ولهذا خرجت جنازته مهيبة ضخمة مكتظة بآلاف الأسر المحبة له يودعونه إلى مثواه الأخير، محملاً بملايين الدعوات بالرحمة والمغفرة.
رجاء يا سادة كونوا على قدر المسؤولية، ولا تتركوا الزمام يفلت من أيديكم، فالفقير قد يتحول بين ليلة وضحاها إلى لص يسرق خيرات المجتمع ويعبث في أمنه.
* كاتب مصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.