رامي محمد *
يعاني الملايين من العاملين في الكثير من الدول العربية الفقيرة من ظروف عمل قاسية، برغم وجود النقابات العمالية، وقوانين العمل إلا أن أصحاب الأعمال تتحايل بطريقتها الخاصة علي تلك القوانين، وخصوصاً في الشركات غير الحكومية أو القطاع الخاص وهي الشركات الاغلبية نظراً لتضاؤل دور الحكومات في الاقتصاد واكتفائها بدور المتفرج.
وبعد تخرج الشباب من مرحلة التعليم النهائية جامعة أو معهد يتخيلوا وقتها أن المعاناة أنتهت بنهاية الفصل الدراسي الأخير، وبمجرد حصولهم على الوظيفة المنتظرة بعد شقاء، تبدأ رحلة جديدة من المعاناة، تفوق معاناة سنوات التعليم الطوال، أولها حصوله على راتب زهيد بداعي أنه خريج حديث، ثم إثقاله بساعات عمل تمتد إلى أكثر من عشر ساعات يومياً أو أكثر، وتوكيل مهام لا تتعلق بطبيعة وظيفته، وتشغيله في الأعياد والإجازات الرسمية، مما يحوله لآلة طاحنة تعمل بلا كلل، وعندما يتعب من كثرة الأعمال أو يمرض فلا يستطيع أخذ الراحة الكافية لاستعادة نشاطه، ناهيك عن تحكم مرؤوسيه في كل كبيرة وصغيرة، وتفضيل بعض الموظفين عليه من دون سبب وجيه لذلك.
أنا أتحدث بوضوح عن عودة عصر العبيد، وعلى الأقل كان للعبيد حقوق وهناك احتمالات كثيرة أن يتحرر أولئك العبيد، لكن الموظفين لا يوجد قانون أو دستور يحررهم من عبودية أصحاب رأس المال.
وعندما نتحدث عن أصحاب رؤوس الأموال نجد أنهم المتحدثون الرسميون عن المنطق، فهم يمتلكون كل المبررات لتبرير تصرفاتهم الحمقاء، فالربح عندهم هو منطق التعاملات، والموظف الذي لا يأتي من خلفه ربح، فهو عبء.. حتى لو كان هذا الموظف قد تسبب في أرباح كثيرة لهم في السابق.
وبعد أن عرضت قطرة من غيث عن مشاكل الموظفين دعوني أتحدث بلسانهم وأقول ما ليس في استطاعتهم قوله في مذكرة موجهة لأصحاب الأعمال.
رئيس مجلس إدارة /السيد
تحية طيبة وبعد،،،
برجاء قبول استقالتي من شركتكم لعدم تقديرى مادياً ومعنوياً، وعدم احترام آدميتي، والتفرقة المستمرة بين الموظفين لأسباب أنت تعلمها، فأنا لا أستطيع أن أكون ناقلاً لأخبار زملائي، ولا أستطيع أيضاً أن أكون من الأفاقين والمتملقين ومحبي الكراسي على حساب الكرامة، داعياً الله لكم بالهداية.
ولكم جزيل الشكر والتقدير،،،
* كاتب مصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.