فيديوهات خادعة لكسب المشاهدات وزيادة المتابعين |
مع زيادة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وارتفاع عدد المشتركين فيها، انتشرت أيضاً ظاهرة الفيديوهات والصور الخادعة، فالبعض يسعى لزيادة عدد المتابعين عن طريق نشر ما يثير الدهشة أو الغرابة أو الخوف أو الضحك لدى الآخرين، وكل ذلك يتبعه ارتفاع في عدد المشاهدات أو الإعجابات أو المتابعات والتعليقات.
احترافية عالية في صناعة الفيديو
ولأن عدداً من المواقع تمنح أموالاً مقابل المشاهدات الكثيرة، فأمر صناعة ما يخدع البصر أو ما لا يصدق بات احترافياً أكثر، مثل صورة لفتيات جالسات على مقعد، وبالتدقيق نجد أن المقعد ليس له مكان للجلوس، أو نرى فتاة بثلاثة أرجل غير أن الرجل الثالثة عبارة عن وعاء بلون الجسد... إلخ..ومن الأمثلة على صناعة الخدعة في الفيديوهات المزيفة، ذلك الفيديو الذي يظهر فيه طفل على طرف بيت مبني على ارتفاع شاهق، وجانب البيت ليس له سور يقي الطفل من السقوط. كما أن ارتفاع البناء يتضح من خلال الأبنية المجاورة، وحاول صانع الفيديو أن يبيّن للآخرين الطريقة التي تصنع بها الفيديوهات الخادعة من خلال برامج المونتاج، ليكتشف المشاهد أن الطفل كان يمشي على الأرض عند جانب البين بشكل اعتيادي ولا يوجد ارتفاعات أبداً، وكل ما صنع من إضافات بإتقان عالٍ ليس إلا لإدخال الآخرين في شعور الخوف.
من خلال ما سبق نستطيع القول إن الإعلام الجديد يقف بين حدّي المصداقية ونقيضها، بالإضافة إلى وجود فكرة الترويج غير البريء عن طريق هذا الإعلام الجديد.
تجربة خاصة لشركة أسترالية
وفي تجربة خاصة ضمن هذا المجال أصدرت الشركة الأسترالية The Woolshed قبل أكثر من 3 أعوام تقريراً مصوراً احتوى دراسة عن صناعة الفيديوهات المفبركة ذات الانتشار الواسع على الإنترنت، ولإثبات ما في التقرير فقد أعدت الشركة ثمانية نماذج متنوعة ما بين الضحك والخوف والغرابة، ومن الصواعق التي تفاجئ الإنسان إلى دب يطارد فتاة متزحلقة على الجليد أو أخرى تتصور مع أسد نائم لتتفاجأ بأسد ثان تهرب منه فيطاردها، وغير ذلك..أكثر من 200 مليون مشاهدة للمفبركة
الفيديوهات المفبركة التي أصدرتها الشركة الأسترالية جذبت ما يقارب 205 ملايين مشاهدة على يوتيوب، أي ما يساوي زمنياً 164 سنة طبقاً للشركة، وبلغ عدد التعليقات نصف مليون تعليق، والأهم من ذلك أن عدداً من وسائل الإعلام العالمية مثل سي إن إن وسكاي نيوز وسي بي إس تناقلتها وكأنها حقيقية، وبقي الأمر كذلك إلى أن أصدر الشركة تقريرها، وهنا يفترض أن تتنبه وسائل الإعلام الرصينة من مصداقية ما سوف تبث كي لا تقع في مأزق عند الكشف عن الخدعة كما في فيديوهات الشركة الأسترالية.من خلال ما سبق نستطيع القول إن الإعلام الجديد يقف بين حدّي المصداقية ونقيضها، بالإضافة إلى وجود فكرة الترويج غير البريء عن طريق هذا الإعلام الجديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.