رامي محمد: الأب الصعب

رامي محمد 

رامي محمد *

من الطبيعي أن ينتظر كل أب لحظة إنجاب الزوجة له من الأبناء أو البنات حيث يشعر معهم بقيمه الحياة، ويبدأ فى مسيرة كبيرة من العطاء غير المشروط، وقد يسعى الآباء لزيادة دخولهم حتى تتلاءم مع الزوار الجدد، وفي خضم تلك الظروف يغفل الكثير من الآباء عن الدور المنوطين بالقيام به تجاه هؤلاء الأبناء، وهو المتابعة المنتظمة للأبناء والتقويم المناسب لسلوكياتهم بالحكمة والكلمة الطيبة.

وبالنظر إلى ما يحدث اليوم سوف نجد أن لغة الحوار باتت شبه مفقودة بين الآباء والأبناء، فالآباء تحولوا إلى أدوات بطش أو عصي غليظة تضرب من أخطأ من الأبناء، فتحولوا من أدوات تقويم إلى أدوات تخويف، أو أبواق مرتفعة الصوت ترعب كل من يقترب، مما يُفقد ثقة الأبناء فى أنفسهم ويجعلهم عرضة للانزلاق فى بئر الانحراف.

هل تعلم أيها الأب القاسي أن ابنك أو ابنتك عندما تتقدم أنت في السن قد يتحولون إلى أبناء عاقين لك.

ولماذا لا تشمل أبناءك بالحنان والمعاملة الطيبة، وتشعرهم بالدفء الأسري؟ وإذا لم يكن في مقدورك رعايتهم لماذا أسهمت في إحضارهم للدنيا؟

أسئلة كثيرة تحتاج من الآباء وقفة مع النفس، وإعادة تقييم طرق تربية الأبناء، ونتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النار تُحرم على كل هين سهل.

وهنا لا نغفل الدور المهم للأم، فهي خط الدفاع الأول عن الأسرة داخلياً، ومستودع أسرار الأبناء، فلا يجب أن تتستر على أخطاء الأبناء، أو تكون محرضة ضدهم أمام الأب، بل يجب أن تكون حلقة وصل جيدة بين الأب والأبناء، وأن تُحدث التناغم بين مكونات الأسرة، حتى لا تتفكك شيئاً فشيئاً ويصبح كل فرد في جهة معاكسة للآخر.

ختاماً: إن تكوين أسرة ناجحة أشبه بالسفينة التى لن تسير إلا بقائد حكيم يعرف كيف يدير الدفة، لا أن يتعارك مع الركاب عندما تأتي الرياح.

* محاسب، مهتم بالكتابة، مصر