 |
| غلاف ضمة من زعتر بري |
صدرت أخيراً المجموعة الأدبية "ضمّة من زعتر بري في جملة مفيدة" للكاتبة الفلسطينية إيناس خورشيد فاهوم التي تقدم في المجموعة نصوصاً أدبية بمسحة صوفية، منطلقةً من فلسفةٍ عميقة وهي ترسم خطوط عالمها و معالمه وحدوده بدقّة المعماريّ (وهو مجال عملها واختصاصها) ورؤية صانع الجمال.
تتلون الأفكار وتتسارع وتتنوع وتتداخل في المجموعة الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن؛ مشيرة إلى إبداع متشابك كغابة استوائية. وهي أفكار ذات بعد أخلاقيّ واعٍ يحمل أحلاماً وسعَ السماء زرقةً وعمقاً، وسمقَ الغابات الاستوائية المتعشقة غَوراً في الفضاء.
ويمثل كل نص في المجموعة لوحة ملونة معبّرة، وقصة سردية نابضة، حاملاً أفكاراً متجددة تحاكي حيوات عدة بتفاصيلها الدقيقة.
نقرأ في أحد النصوص:
"على عتبة النَّصِّ
هناكَ دائمًا
أنت
كلّ الضمائر تعود عليك.
أحياناً كثيرة
تكون
أنتَ الصوت..
وأحياناً أخرى
العطر..
هذا الصباح
أنتَ شمس حزيران
تشرق في قلبي
تجالسني على شرفة يومي
وأشرب قهوتي معك".
وتحرص الكاتبة على شفافية اللغة وانسيابيتها، مع ترك المجال مفتوحاً للتأويل، لا سيما أن النصوص جميعها لا تحدد مخاطَباً بعينه، وتنزع في جانب منها إلى الغموض الذي يستفز القارئ للبحث في دواخل الكاتبة وفهم الإسقاطات التي تحتملها الجُمَل. كما أن الوحدة الموضوعية للنصوص التي تَجاوز عددها مئة نص يضيف إلى التأويل إمكانات جديدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.