مازن العليوي *
اللـّه.. صوتُـكَ يالفـراتُ أغـانِ
منــها رجـعتُ إليـكَ فـي أحـزاني
كالحـلم مَـرَّ مـع الهــوى فتـناغمتْ
فـي ضفّـتيكَ روائـعُ الألحـانِ
يـا نهــرُ تكـفي مـن ضـفافِكَ نسـمةٌ
لأحـسَّ طيــفَكَ وسـطها يلقـاني
يـا نهــرُ إنْ كـان اشـتياقُـكَ صـامتاً
فالشـوقُ يلهـبُ مقـلتي وجنـاني
والعشـقُ يرسـلُني إليـكَ كريشـةٍ
مليـونَ إبحــارٍ بجـزءِ ثــوانِ
يـا نهــــر..
يـا نهــــر..
"يـفــراتْ..
يـا بحـــرْ
* * * * *
يفــراتْ
يـا سـرَّ العمـرْ
يالْتمـشي مِـنْ صـارَ الدهـرْ
يالْفارگتْـني بـلا أثــرْ
اعْـليكَ الْحـزنْ
وانـتَ الگلبْ و انـتَ الجفـنْ
وانـتَ الشـراعْ اعْـلى السـفنْ
وانـتَ الّلـي ردْتَـكْ لـي چفـن
يـا حْبـيّبْ
انـتَ.. يـا نهــرْ
يالْنـاسي نبضـاتَ الهـوى
مـن عـاشگ بحبّـكْ غـرگْ
علّيتُـه بالـّدا
بـلا دوا
وخلّيتُـه
للگطـره يحـنّْ
تسـگيهْ
لا.. تـظميهْ
لا.. تحيـيهْ
لا.. لا..
مـا أظـنّْ
مـن اچْـفوفك انْـتَ تهـلْ مـزنْ
وتهـلْ حـزنْ
وتخـلني اونْ
نبـته غـديت
وإنـتَ شـمْسٍ هاجـرتْ
رحْـلتْ وغـابتْ بالسـجنْ
گطـره نِـزَلْت
ومطـره بـيك اتـلوّعِتْ
ردتَـكْ شـرابَ الكـاسْ
لاجْـلَ النـاسْ
رِدْتَـكْ بالزمـنْ
ريحـانْ وَرَّدْ مـا ذبـلْ
رِدْتَـكْ وَرِدْ
ردتـكْ ولـو نـاكرْ عهـدْ
ردتـكْ ولـو راحـلْ
ولـو ريمَـكْ شـردْ
ردتـكْ ولـو نسـمه تِمُـرّْ عالْبـابْ
تحْـچي اعْـتابْ
تجيـب اخْـبارْ هالغيّـابْ"
* * * * *
إنْ كنْـتَ غبْـتَ فـذا فـؤادي عاشـقٌ
يسـتافُ مـاءَكَ طيّـهُ شـرياني
أو كنـتَ تبحـرُ فـي زمانِـكَ مبــعِداً
تبـقى ضـفافُكَ فـي الورى عنـواني
أو كنـتَ ترجـعُ بعـدَ نــأيٍ متـعَباً
يلقـاكَ سحـرُ كواعـبٍ وحِسَــانِ
فالوجـدُ أنـتَ وأنـتَ وحـيٌ ملهِـمٌ
مـزجَ الهـوى بـالروحِ ثـمَّ سـقاني
يا نهــرُ هـلْ فـي العيـشِ غيـرُ بلائـهِ؟
أمْ هـلْ يـظلُّ العمـرُ عـذبَ بيــانِ؟
يا نهــرُ لا الخـابورُ يعـرفُ أنّـهُ
صـنوُ البليــخِ وهـلْ همـا أخـوانِ
يا نهـرُ رقّـتُكَ البهيّـةُ أسـدلتْ سـتراً
ودَيـْـرُكَ بالأنيــنِ.. يُعـاني
غَـرَبٌ يُغَـرِّبُ ثـمّ يدمـعُ جــذرُهُ
والنســغُ فيـهِ تـزايدُ النقصـانِ
والعوسـجُ المسـكينُ يـروي محنـةً
مـا ضـمّها سِـفْرٌ بـأيِّ زمـانِ
والجســرُ تـاهَ.. عتيـقُهُ.. بجـديدِهِ
يا نهــرُ.. هـلْ تحتـاجُ للبرهـانِ؟
الظـلُّ والأشـجارُ ..قـدْ غرقـا معاً
والزهـرُ ينـتظرُ الربـيعَ الثـاني
والعشـبُ فـي الأرضِ اليـباسِ كتـربِها
تـذروهُ بعـضُ حرائـق لدُخـانِ
يا نهــرُ.. هـاكَ الـروحَ وارْجـعْ مثـلما
كنـتَ الوجــودَ ومربــعَ الخـلاّنِ
واجعـلْ ميـاهكَ للّذيـنَ تبـاعدوا
خمــراً.. وصُـبّ العشـقَ شـهدَ جنـانِ
يا نهــرُ بسـمتُكَ العـذوبةُ لو نـدتْ
عنـها عيـونُكَ لارْتَــوى ديـواني
يا نهـر لا تحـلو الحيـاةُ إذا مـضى
سـعفُ الفـراتِ بغُـربةٍ ونفـاني
اللّـه.. هـا قـدْ عــدْتَ دعْـني لحـظةً
حـتّى يمـرَّ المـاءُ بيـنَ بنـاني
يا نهـــرُ ذا حـلمٌ نعـيشُ فقُـلْ مـتى
للأرض تعـلِنُ فـورةَ البـركانِ؟
يا نهـــرُ صوتُـكَ فـي الوجـودِ أغـانِ
فاصْـدَحْ بشـدوكَ بعـد طـولِ زمــانِ
يا نهــرْ ..
يا نهـــرْ..
* شاعر سوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.