خليل إبراهيم الخليل |
خليل إبراهيم الخليل *
أرخــتْ عـلـى كـتـفِ الـفـراتِ ظــلالا
ونـضَــتْ عـلـيــهِ مَـخــايـلاً وجَـمــالا
بَــيـضــاءُ يــا بـنـتَ الـزمــانِ تـألّـقــي
فـالـحُســنُ حُـســـنـكِ لا يَــرومُ حِـيـالا
مُــذ كـنـتِ فـي رحــمِ الـزمـانِ ولـيـدةً
كـــان الـبــهـــاءُ لــوجـهـــــكِ يــتــلالا
*******
طـربَ (الفراتُ) لشدوِ طيـركِ وانثـنى
مـنـــهُ (البـلـيـخُ) يُـعــانِــقُ الآصــــــالا
وعلى ربا (الكســراتِ) ألمحُ راحـةَ الـ
أيّـــامِ تـحثــو عـلـى الـمـــــدى الآمــالا
خـضـراءُ قــد نـسـجَ الـربـيـــــعُ تـأنّـقـاً
فــي (غـوطـتـيهـا) مـربـعـــــــاً وتـــلالا
و(المِشلـبُ) الـغـرّاءُ مــازجَ تُـربَــــهــا
عَــبَــقُ الأصـــــــــالــةِ قَـــهــــوةً ودِلالا
والـرقــةُ (الـسمـراء) لــيــلٌ ســــــاهِــرٌ
يــرعــى الـنـجـــــــومَ تـألّـقـــاً وكــمــالا
تَرنُـو إلـى (الـحمـراءِ) قـبـلَ منـــــامهـا
تُـلـقــي إلـيــهــــــــا غُــتــرةً وعِـــقـــالا
و(السّحـلُ) يرفـلُ في الجنــــانِ مُناظـراً
وهْـــجَ (الـبُحـيــــــرةِ) إذ يـمـيــسُ دلالا
من (تلّ أبيضَ) هـبّ عِــطْــــــرٌ حـامِـلاً
ألَــــقَ الـشّـــــــــذا لا يـأتـلـي التـرحــالا
والـزلّ والقـيـصــومُ يـمْــــــــرحُ لاهـيـاً
بـيـــنَ (الـحـــــوائـجِ) لا يـلـيــنُ كَـــلالا
كـم نـالَ مـن خيراتِ أرضِـــــكِ مُتْـرَبٌ
وبــنـى مـنـــازِلَ تُـشــــــتُــهــى ومـــآلا
*******
يــا رقّــةَ الـمــاضـي الـبـهــيّ تـهـلّـلــي
صــالَ الـزمــانُ عـلـى عِـداكِ وجــــالا
كـم رفــرفـتْ بــذُراكِ رايــــــةُ فــاتـــحٍ
واصّـــاعـدتْ تـبـغـي الـنـجـــــومَ مــآلا
هـــذا (عـيـــاضٌ) قـــد أتـــاكِ مُـبـشّــراً
يــرعــى الـذمــارَ ويُـحـســـــنُ الأقـوالا
أمّــا (هــشــامٌ) فــالــرُّصـــــافــــةُ دارُه
شــــقّ الــمــريّ وأكــثــرَ الأمــــــــوالا
ولِـ (جَـعـفـرٍ) سُــورٌ فــريـــدٌ صُــنـعُــهُ
يـحـمــي الـديـــارَ ويَـــدْرَأُ الأهـــــــوالا
يـا أخـتَ (هـــــارونَ) الــذي دانــت لــهُ
شُـــمّ الأنـــوفِ تـعـــالـيــــــــــاً وجــلالا
لـمّـا رأى مـا يُـذهِــلُ الـعـقـــــلَ الـرجـيـ
ـحَ تــولُّـهــاً أهـــدى إلـيـكِ خِـصــــــــالا
وأقــــامَ قــصــراً لـلـخــلافـــةِ بــاذِخـــاً
تــقــفُ الـقــلــوبُ أمــامــــــــهُ إجـــلالا
*******
وهْـــجَ (الـبُحـيــــــرةِ) إذ يـمـيــسُ دلالا
من (تلّ أبيضَ) هـبّ عِــطْــــــرٌ حـامِـلاً
ألَــــقَ الـشّـــــــــذا لا يـأتـلـي التـرحــالا
والـزلّ والقـيـصــومُ يـمْــــــــرحُ لاهـيـاً
بـيـــنَ (الـحـــــوائـجِ) لا يـلـيــنُ كَـــلالا
كـم نـالَ مـن خيراتِ أرضِـــــكِ مُتْـرَبٌ
وبــنـى مـنـــازِلَ تُـشــــــتُــهــى ومـــآلا
*******
يــا رقّــةَ الـمــاضـي الـبـهــيّ تـهـلّـلــي
صــالَ الـزمــانُ عـلـى عِـداكِ وجــــالا
كـم رفــرفـتْ بــذُراكِ رايــــــةُ فــاتـــحٍ
واصّـــاعـدتْ تـبـغـي الـنـجـــــومَ مــآلا
هـــذا (عـيـــاضٌ) قـــد أتـــاكِ مُـبـشّــراً
يــرعــى الـذمــارَ ويُـحـســـــنُ الأقـوالا
أمّــا (هــشــامٌ) فــالــرُّصـــــافــــةُ دارُه
شــــقّ الــمــريّ وأكــثــرَ الأمــــــــوالا
ولِـ (جَـعـفـرٍ) سُــورٌ فــريـــدٌ صُــنـعُــهُ
يـحـمــي الـديـــارَ ويَـــدْرَأُ الأهـــــــوالا
يـا أخـتَ (هـــــارونَ) الــذي دانــت لــهُ
شُـــمّ الأنـــوفِ تـعـــالـيــــــــــاً وجــلالا
لـمّـا رأى مـا يُـذهِــلُ الـعـقـــــلَ الـرجـيـ
ـحَ تــولُّـهــاً أهـــدى إلـيـكِ خِـصــــــــالا
وأقــــامَ قــصــراً لـلـخــلافـــةِ بــاذِخـــاً
تــقــفُ الـقــلــوبُ أمــامــــــــهُ إجـــلالا
*******
ها قد رأيتَ اليــــومَ أمـسَــــــك حــائِـراً
وقــدِ ارتـديـتِ عـلـى الأسـى سِـــــربـالا
كـــم لاثَ فــي صـفـــوَ الـهَـنــاءةِ والِــغٌ
خــفـــر الـعـهـــود وســـــامَـــكِ الإذلالا
وتـحـالـفـتْ أمـــمُ الـظَّـــلامِ عـلـى الأذى
يـا بُــؤْسَ قـــومٍ يَـرثَـعُـــونَ ضــــــــلالا
فـالـخـيــرُ بـعـثرهُ الـحُـفـــاةُ وأصـبـحــوا
مـــن بــعـــدِ عُـريـِهـــمُ لـنـــا أقْـيـــــــالا
لا هـمَّ يـجـمـعـهـم سِــــوى (التَّعْفِيْـش) أو
جَـمْـعِ الـمـغـــــانـمِ ما أرادوا حـــــــلالا
وتـراهــمُ فـي الـســـــلـمِ آســــادَ الــبـــلا
دِ وفــي الـحــروبِ نَـعـــــــامـةً وثُـعالى
والآنَ جـئْــتِ كـمــا الـغـمــــامُ مـحـمّــلاً
بـالـغــيــثِ يَـهـمـي جَـنـــــــدلا وجـبــالا
حـطّـمــتِ قـيـــــــدكِ غـيــرَ آبـهــةٍ لـمـا
عَــثَـتِ الـسَّـــــنـونَ الـمُـجْـنِـفــاتُ خَبـالا
ونـهـضْـــــــتِ كـالفـينيـقِ مـن غَـمَـراتـهِ
يَـنْـضُو عـن الـجُنْـح المهيــــــضِ كــلالا
وعَـلـوتِ فـي أَفْـقِ الـضـــــيـاءِ تَـجـلّـيــاً
لــم تـتـرُكــي لـلـمُـرتـقــيــنَ مَـجـــــــالا
*******
يـــا أخــتَ هـــارونَ الـحـيــــــاةُ تــقــدّمٌ
هـيّــا انـحـتـي لـكِ فـي الـعُـلا تِـمثــــــالا
ثــمّ اسْـبـرِي غَـورَ الحضــــارةِ والنُّهَـى
كـيـمـا تُـبـاري صَـــــــيْـبَـهــا الـمُـنْـثــالا
هُـــزّي إلـيــــــــكِ بـجـــذعِ عــزٍّ وارفٍ
ثـمَّ انـهــضـي واســــــتـقـبـلـي الأجـيـالا
هــــذا الـشـــــبــابُ عـزيـمــةٌ وتـجَـــدّدٌ
يــرعـى الـحـمـى ويُـحـــــطِّـمُ الأغـلالا
هـا هـم أتــــوكِ عـلـى لـظًى مُـستـفحِـلٍ
يـرمــي الـعِـــــدا ويـمــزّقُ الأوصـــالا
فـي عـزمهـم نُـسْــــغُ الـتـفـاؤلِ يـغـتـلي
يـغــذو الـعُــــروقَ ويَـشـــحـذ الأفـعـالا
يـقـفـونَ صــــفَّـاً فـي الـنـوائـبِ واحــداً
مُـتـمـاســــــــكـاً لا يَـعـرِفــونَ مُـحــالا
عـافــوا الـتَّـهـاتُـرَ وارتـقـَوا بكـلامـهـم
لا يــقـــربــونَ مــظَــنَّــةً وجـــــــــدالا
يـبـنـونَ جِـسـراً لـلـتـواصــلِ بـيـنـهــم
لـم يـتـــــركـوا لـلـمُـخـرَصِــــين تَبـالا
يـا رقَّــتــا أنـــتِ الـهـنــاءةُ والـرضــا
للـمُـعْـتـفـي أمَّــا سِــــــــواكِ فـلا .. لا
وقــدِ ارتـديـتِ عـلـى الأسـى سِـــــربـالا
كـــم لاثَ فــي صـفـــوَ الـهَـنــاءةِ والِــغٌ
خــفـــر الـعـهـــود وســـــامَـــكِ الإذلالا
وتـحـالـفـتْ أمـــمُ الـظَّـــلامِ عـلـى الأذى
يـا بُــؤْسَ قـــومٍ يَـرثَـعُـــونَ ضــــــــلالا
فـالـخـيــرُ بـعـثرهُ الـحُـفـــاةُ وأصـبـحــوا
مـــن بــعـــدِ عُـريـِهـــمُ لـنـــا أقْـيـــــــالا
لا هـمَّ يـجـمـعـهـم سِــــوى (التَّعْفِيْـش) أو
جَـمْـعِ الـمـغـــــانـمِ ما أرادوا حـــــــلالا
وتـراهــمُ فـي الـســـــلـمِ آســــادَ الــبـــلا
دِ وفــي الـحــروبِ نَـعـــــــامـةً وثُـعالى
والآنَ جـئْــتِ كـمــا الـغـمــــامُ مـحـمّــلاً
بـالـغــيــثِ يَـهـمـي جَـنـــــــدلا وجـبــالا
حـطّـمــتِ قـيـــــــدكِ غـيــرَ آبـهــةٍ لـمـا
عَــثَـتِ الـسَّـــــنـونَ الـمُـجْـنِـفــاتُ خَبـالا
ونـهـضْـــــــتِ كـالفـينيـقِ مـن غَـمَـراتـهِ
يَـنْـضُو عـن الـجُنْـح المهيــــــضِ كــلالا
وعَـلـوتِ فـي أَفْـقِ الـضـــــيـاءِ تَـجـلّـيــاً
لــم تـتـرُكــي لـلـمُـرتـقــيــنَ مَـجـــــــالا
*******
يـــا أخــتَ هـــارونَ الـحـيــــــاةُ تــقــدّمٌ
هـيّــا انـحـتـي لـكِ فـي الـعُـلا تِـمثــــــالا
ثــمّ اسْـبـرِي غَـورَ الحضــــارةِ والنُّهَـى
كـيـمـا تُـبـاري صَـــــــيْـبَـهــا الـمُـنْـثــالا
هُـــزّي إلـيــــــــكِ بـجـــذعِ عــزٍّ وارفٍ
ثـمَّ انـهــضـي واســــــتـقـبـلـي الأجـيـالا
هــــذا الـشـــــبــابُ عـزيـمــةٌ وتـجَـــدّدٌ
يــرعـى الـحـمـى ويُـحـــــطِّـمُ الأغـلالا
هـا هـم أتــــوكِ عـلـى لـظًى مُـستـفحِـلٍ
يـرمــي الـعِـــــدا ويـمــزّقُ الأوصـــالا
فـي عـزمهـم نُـسْــــغُ الـتـفـاؤلِ يـغـتـلي
يـغــذو الـعُــــروقَ ويَـشـــحـذ الأفـعـالا
يـقـفـونَ صــــفَّـاً فـي الـنـوائـبِ واحــداً
مُـتـمـاســــــــكـاً لا يَـعـرِفــونَ مُـحــالا
عـافــوا الـتَّـهـاتُـرَ وارتـقـَوا بكـلامـهـم
لا يــقـــربــونَ مــظَــنَّــةً وجـــــــــدالا
يـبـنـونَ جِـسـراً لـلـتـواصــلِ بـيـنـهــم
لـم يـتـــــركـوا لـلـمُـخـرَصِــــين تَبـالا
يـا رقَّــتــا أنـــتِ الـهـنــاءةُ والـرضــا
للـمُـعْـتـفـي أمَّــا سِــــــــواكِ فـلا .. لا
* شاعر سوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.