ناصر علي آل فائع *
أمر صاحب السعادة بتحديد موعدٍ للإحتفال بصديقه الذي سبق أن رشحه لتولي مهام عملٍ تتطلب منه سرعة في الإنجاز والمتابعة. وقد تكللت حينها جهوده بنجاح أبهر الجميع، فما كان من سعادته إلا أن يبادر بإقامة حفلٍ تكريماً لصديقه المسؤول تقديراً منه وعرفاناً.
حُدّد موعد الحفل، وحضرت الحاشية الإمعة التي ترافق صاحب السعادة بملامح يكسوها التزلف والمجاملة، مصحوبة بالتصفيق المستمر بعد كل خطوة يخطوها أو عبارة يطلقها أو حتى نحنحة يدغدغ بها مشاعرهم عبر حنجرته كأداة تنبيه، وحثاً منه على استمرارية (الترفيع والتسليك).
بدأ الحفل وأُلقيت الكلمات والمدح والثناء المتبادل إلخ.... وفي ختام الحفل: حصل المسؤول المحتفى به على درع تذكاري وشهادة شكر وتقدير على جهوده المبذولة مع صورة احترافية التقطت بجانب صديقه صاحب السعادة.
وبعد مرور بعض الوقت لاحظ المحتفى به هاتفه، ووجد رسالة (واتس أب) من أحد موظفيه، سبق أن أرسلها إليه قبل أسبوعٍ، وكان نصها: تم (إنجاز) العمل اللازم الذي كلفتموني به، واتمنى أن يكون العمل الذي أديته يحوز على رضاكم، ويجد القبول والتوفيق والنجاح.
حينها رد على موظفه المجتهد صاحب الإنجاز الحقيقي برسالة باردة كان نصها: شكراً وعليك بذل المزيد.
وأخيراً: الصعود على أكتاف الآخرين من أجل تحقيق أهداف شخصية "فشل"، والمشاركة من أجل تحقيق هدف جماعي "نجاح".
* كاتب سعودي
تويتر: Nasseralfayie@
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.