عصام الطوخي، نبضات: عندما يعيش الإنسان في وهم كبير |
عصام كرم الطوخي *
لن يتغير أي واقع تريده إلا إذا غيرت الانطباع السائد لديك والفكرة الأساسية عنه، وفكرتنا عن واقع الأشياء واستشعار قيمته، فليس بالضرورة ما تفكر فيه وتشعر به ويتوارد إليك يكون بالقدر نفسه من الإحساس والفهم وإدراك المعنى عند الآخرين، بل قد يختلف من شخص إلى آخر لاختلاف الثقافات والجنسيات والبيئات والموروثات، بل قد تجد ما يتوارد إلى عقله معنى مختلفاً تماماً عمّا تبرمج عليه.
يقول ألبرت أينشتاين: "إذا لم يوافق الواقع النظرية، غيّر الواقع". لذلك أي شيء تفكر فيه سواء أكان سلبياً أو إيجابياً، وتعتقد فيه اعتقاداً شخصياً، ويهيمن عليك.. سواء أكانت فكرة أو إحساساً بعينه، سيصبح بمرور الوقت أمراً واقعاً، وهذا الأمر قد يختلف في الإدراك والمعنى لدى الآخرين عن تفكيرك، فتصطدم بهم.
يقول زيج زيجلر: "إذا أردت بلوغ هدفك فعليك أن تتخيل نفسك وقد بلغته قبل أن تبلغه في الواقع".. الواقع يتغير من وقت لآخر حسب ما يتعرض له الإنسان من تأثيرات حسب المراحل التي يمر بها، فقد تجد أياً منا قد يهتم بعمل معين ويشعر بحماس تجاهه، وعندما بدأ الممارسة الفعلية له تعرض لكثير من الصعوبات وخذلته أشياء كثيرة، فتغير واقعه من الحماس إلى الفتور والإحباط.
يقول علي الوردي: "إن مشكلة النزاع البشري هي مشكلة المعايير والمناظير قبل أن تكون مشكلة الحق والباطل، وما كان الناس يحسبون أنه نزاع بين حق وباطل، هو في الواقع نزاع بين حق وحق آخر، فكلُّ متنازع في الغالب يعتقد أنه المحق وخصمه المبطل، ولو نظرت إلى الأمور من نفس الزاوية التي ينظر منها أي متنازع لوجدت شيئاً من الحق معه قليلاً أو كثيراً".. وقد نتربى على أشياء بعينها لكن يأتي الواقع عكس ما كنا نتوقع، فيصفعنا بنقيضه، فنجد أنفسنا في متاهة التردد والحيرة والتشتت، لأننا لم نرَ إلا واقعاً آخر لم ندركه إلا وقت التفاعل والاصطدام به، وقد لا نقوى على احتماله، لذلك نجد أن شخصية الإنسان وميوله الفكرية والنفسية والاجتماعية هي ما تحدد طريقة فهمه واستيعابه بما يعتقده ويعتنقه من أفكار.
يقول علي الوردي: "إن مشكلة النزاع البشري هي مشكلة المعايير والمناظير قبل أن تكون مشكلة الحق والباطل، وما كان الناس يحسبون أنه نزاع بين حق وباطل، هو في الواقع نزاع بين حق وحق آخر، فكلُّ متنازع في الغالب يعتقد أنه المحق وخصمه المبطل، ولو نظرت إلى الأمور من نفس الزاوية التي ينظر منها أي متنازع لوجدت شيئاً من الحق معه قليلاً أو كثيراً".. وقد نتربى على أشياء بعينها لكن يأتي الواقع عكس ما كنا نتوقع، فيصفعنا بنقيضه، فنجد أنفسنا في متاهة التردد والحيرة والتشتت، لأننا لم نرَ إلا واقعاً آخر لم ندركه إلا وقت التفاعل والاصطدام به، وقد لا نقوى على احتماله، لذلك نجد أن شخصية الإنسان وميوله الفكرية والنفسية والاجتماعية هي ما تحدد طريقة فهمه واستيعابه بما يعتقده ويعتنقه من أفكار.
قد نكتشف بمرور الوقت أن الواقع الذي نعيشه ونتشبث به كي نستمر في الحياة ما هو إلا وهم كنا نعتقده، لأننا لم نكن ندرك الرؤية الواضحة والفكر السليم لما نحن عليه من افتراضات خاطئة وأفكار زائفة، كنا نتبناها ونؤمن بها بل هناك من يدافع عن خزبلات وخرافات ويعتقد فيها، لأن العقل تقبلها وآمن بها، بل تجدهم مستعدون للقتال من أجلها وإذا أردنا تغيير ذلك يحتاج إلى مكابدة عظيمة. يقول كولن ولسن: "إن الأوهام هي التي تجعل الحياة أمراً يمكن احتماله، لذلك يكره الناس الحقائق لأنها تبدد الأوهام، وتضعهم أمام مرارة الواقع".
* كاتب مصري مهتم بتطوير الذات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.