محمد عوض الجشي |
محمد عوض الجشي
الأم والابن
بني.. هلم وساعدني بحمل (قلة) الماء.. الحمد لله الخير كثير والرازق كريم.. ما شاء الله يا بني العزيز....رفعت (القلة) بيد واحدة.. حماك ربي وأسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة..- شكراً أماه هذا من فضل ربي..
- إلى اين ذاهب بني؟.. لا تتركني وحيدة بعدما رحل والدك الحنون.. هي شقيقتك سحر قد زفت إلى عريسها الشهر المنصرم.. ألا قد حان وقت الحصاد والقطاف.. أليس ذاك يا ولدي؟
- لا عليك أماه.. أعي ما تقصدين، والوقت لم يمضِ بعد. إنها أيام سعة ورزق حلال، تسبغ علينا بإذن الله.
- لا عليك أماه.. أعي ما تقصدين، والوقت لم يمضِ بعد. إنها أيام سعة ورزق حلال، تسبغ علينا بإذن الله.
- نعم يا ولدي.. لكن آن الأوان أن تقر عيناك في بيتٍ زوجيّ تلم فيك شعثك، وتصلح هيئتك، وتحصّن نفسك.. كم أشتاق يا بنيّ أن أرى العصافير الصغار ترتع بين أضلعي وتزقزق فوق جبيني، وتنتشي وتطير فوق جوانحي، وألهو وراءهم، أسابق حيرتي، وصياحهم ملء جفوني.
- لا عليك.. بني.. لا تهتم.. قريتنا، ديرتنا هي لؤلؤة العرائس ومليئة بالحسان والعرائس كثر، وهناك فتيات جميلات، القطر في ثغرهن عسل وشهد يذوب في مقلهن..
أيام معدودة وفي صدري أخبار سارة سعيدة.. إنها الفتاة تاالعفيفة الكريمة الجميلة.. أخذت عهداً عليها بعد مشورة أهلها الكرام أن تكون لك الزوجة المطيعة اللينة الطيبة المباركة. لكنها يا بني لاح في مقلتيها شرط واحد لا غيره.. إذ شدّت على يدي وأرخت السدول، وأسفرت عن وجه ملائكي وانداحت من حواليها أنوار تتلألأ، وتجلت في عبارات ملئها رحمات وبركات.. ما أجل وأجمل تلك اللحظات بني.. بدر التمام يتفصد حبوراً وانبهاراً وأنواراً في سماوات عذرية تنداح بين أناملها لمسة حنان وتحنان.. نعم، في خضم الحديث الروحاني إذ حمّلتني سلامها وتحياتها إلى صفوة عيشك الكريم العفيف.. وأفصحت في طلبها.. زوج المستقبل عليه قيام الليل ثلاثين إلى أربعين يوماً..
عروس الصبا
- أماه.. نعم أرنو وأحلم بشغف إلى ما تصبين إليه.. منذ صباي كنت ألملم أحلامي الصغيرة كي تصير كبيرة، وعبق الأريج يصبح عطراً نسيماً عليلاً.. لكن أماه من هي الفتاة التي ترغب أن تكون رفيقة الدرب؟ وكما ترين (القسمة والنصيب) من رب العزة جلّ وعلا.- لا عليك.. بني.. لا تهتم.. قريتنا، ديرتنا هي لؤلؤة العرائس ومليئة بالحسان والعرائس كثر، وهناك فتيات جميلات، القطر في ثغرهن عسل وشهد يذوب في مقلهن..
أيام معدودة وفي صدري أخبار سارة سعيدة.. إنها الفتاة تاالعفيفة الكريمة الجميلة.. أخذت عهداً عليها بعد مشورة أهلها الكرام أن تكون لك الزوجة المطيعة اللينة الطيبة المباركة. لكنها يا بني لاح في مقلتيها شرط واحد لا غيره.. إذ شدّت على يدي وأرخت السدول، وأسفرت عن وجه ملائكي وانداحت من حواليها أنوار تتلألأ، وتجلت في عبارات ملئها رحمات وبركات.. ما أجل وأجمل تلك اللحظات بني.. بدر التمام يتفصد حبوراً وانبهاراً وأنواراً في سماوات عذرية تنداح بين أناملها لمسة حنان وتحنان.. نعم، في خضم الحديث الروحاني إذ حمّلتني سلامها وتحياتها إلى صفوة عيشك الكريم العفيف.. وأفصحت في طلبها.. زوج المستقبل عليه قيام الليل ثلاثين إلى أربعين يوماً..
- أماه.. كما ترين القيام عندي سنة، والتهجد في دجى الليل سكينة تثلج صدري وتشحذ عزيمتي.
أحبك حبين حب الهوى .. وحباً لأنك أهل لذاك
فأما الذي هو حب الهوى .. فشغلي بذكرك عمن سواك
أجل الفتاة تنتظر.. أم الشاب على أحر من الجمر.. أربعون يوماً وقد مضت بنهاراتها ولياتليها كومضة عين.. وها هو الباب يدق، تخرج الفتاة من مخدعها مستبشرة واعدة.. إنها الأم تبتسم مشرقة الوجه عالية الهمة.. بشوشة كضوء الصبح البهي.. انفرجت أسارير الفتاة فرحاً وأملاً وشوقاً وحباً وتحناناً.. ولسان حالها يردد: رباه يا موئلي يا مناي يا سندي وذخري، أنت الإله الواحد الأحد، الفرد الصمد.. إنها البشرى.. ويا نِعم البشرى.
وما إن بادرت الأم في وداع الفتاة حتى هرعت الأخيرة إليها صادحة بصوت أنثوي عفوي شجي: أماه خالتي.. هل تسمحين لنا بزيارتكم قريباً بمعية أبي وأمي.. وكما تعلمين اسمي (طبقة)، فلعل ابنكم الشاب المهذب الصائم القائم يُدعى (شن).. يا ترى هل وافق (شن طبقة).. أو أن (طبقة) مضت على درب (شن).
رابعة العدوية والعشق الإلهي
دارت الأيام دورتها الكونية.. مضى يوم.. يومان.. جمعة، اثنتان.. شهر.. حتى انتهت الأربعون يوماً.. والشاب لم ينفك ليلة، قيام الليل همه وديدنه.. ولم تأخذه المسلسلات والأفلام ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث كانت وحيث وجدت.. إذ تعلق قلبه في مناجاة ربانية وصحوات إيمانية.. تمرغ في العشق الإلهي إلى أبعد الحدود.. بل قارب أن يتجاوز العابدة الزاهدة (رابعة العدوية).أحبك حبين حب الهوى .. وحباً لأنك أهل لذاك
فأما الذي هو حب الهوى .. فشغلي بذكرك عمن سواك
أجل الفتاة تنتظر.. أم الشاب على أحر من الجمر.. أربعون يوماً وقد مضت بنهاراتها ولياتليها كومضة عين.. وها هو الباب يدق، تخرج الفتاة من مخدعها مستبشرة واعدة.. إنها الأم تبتسم مشرقة الوجه عالية الهمة.. بشوشة كضوء الصبح البهي.. انفرجت أسارير الفتاة فرحاً وأملاً وشوقاً وحباً وتحناناً.. ولسان حالها يردد: رباه يا موئلي يا مناي يا سندي وذخري، أنت الإله الواحد الأحد، الفرد الصمد.. إنها البشرى.. ويا نِعم البشرى.
(شن) و(طبقة)
لحظات معدودة مرت كنسيم ربيعي حالم.. ابني ولدي حبيبي نور عيوني، أراه وقد عزف عن متاع الدنيا وزينتها، فقلبه لا ينام وتسبيحاته أيقظت النيام.. ويذكر الله في كل آن..وما إن بادرت الأم في وداع الفتاة حتى هرعت الأخيرة إليها صادحة بصوت أنثوي عفوي شجي: أماه خالتي.. هل تسمحين لنا بزيارتكم قريباً بمعية أبي وأمي.. وكما تعلمين اسمي (طبقة)، فلعل ابنكم الشاب المهذب الصائم القائم يُدعى (شن).. يا ترى هل وافق (شن طبقة).. أو أن (طبقة) مضت على درب (شن).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.