عصام كرم الطوخي، نبضات: شيء من الحنين |
عصام كرم الطوخي
يزداد الحنين بداخلك إلى أشياء لم يعد لها مكان، عندما تنتظر وتتمنى عودة من غاب في أي وقت أن يطرق بابك، عندما تجد طيفه يعيش معك في كل تفاصيل حياتك، عندما تسمع بوح كلامه وصدى كلماته تأسرك وتتملكك، عندما تبكي عطر الأمكنة لغيابه، ففي الحنين أشياء لا تستطيع وصفها وفك طلاسم أسرارها.
يقول محمود درويش: "وليسَ لنا فِي الحنين يَد.. وفي البُعد كان لنا ألف يَد.. سلامٌ عليك، افتقدتكَ جداً.. وعلىّ السَلام فِيما افتقِد !."
في كل الأحوال يهزمنا جبروت الحنين وأنينه، يؤلمنا في مغازلته، في همساته، في صمته وفي بوحه وكبريائه، في شهقة قلب، في دمعة عين، في مقعد فارغ، في أي شيء يشبه غياب من نحب، هو غمازة حنين لكل شيء نحبه ونعشقه فحجم الاشتياق فاق كل شيء كونه قطعة من روحك.
يقول ماريو بينديتي: أشعر بالتعاسة لمجرد أني لا أعرف ما هو الشيء الذي أحن إليه."
في الحنين أشياء تسرقنا من أرواحنا، في الحنين مشاعر متضاربة في أعماقنا، في الحنين لحظة وداع قاسية تهزنا وتدمي قلوبنا، هوس الفراغ يتشبث بأفكارنا، مشاعر مدفونة في كياننا، سر مكتوم فينا.. مزدحمة به ذاكراتنا، في الحنين اغتراب عن أوطاننا، أشياء وأشياء تلك هي أقدارنا.
يقول محمود درويش: "أحنّ إلى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي وتكبر فيّ الطفولة يوماً على صدر يوم وأعشق عمري لأني إذا مت، أخجل من دمع أمي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.