أ |
أمل أكرو: من أحشاء الحياة |
أمل أكرو *
لست ممن ينظر إلى السماء ليتمنى.. كون أمنياتي يبست، وآهاتي لم تعد تسمع في المدينة الموصدة. أتدري معنى الحياة ظنون محياي؟ أتدري كم يهز الحنين أوتار قلبي؟ أجل أنا أعيش بحلم قد احترقت وأحرقني معه كسراب لا ينتهي أو عمل فني تسبب باغتيال صاحبه بسبب المشاعر المنجرفة فيها.. وكذلك اللاحدود التي نفي بها.
كحل يفيض دموعاً
هذه أنا ككتاب قرئ واحترق وأصبح رماداً تكحل به نساء القبيلة.. كحل يفيض دموعاً حين يحترق قلبه فتأتي الجميلة.. وكأني أواسي حزنها، وأريهم جراحها بكونها ليست الوحيدة التي شربت من السم ذاته، وأن هناك آلافاً وملايين من النساء اعتنقن التوجه ذاته، وسحقن بالعقاب ذاته.. عاد ربيعهن خريفاً مصفراً يحن لأي ربيع عابر، وجف الورد بين أيديهن.. وانتهت كل معاني الحياة في عيونهن.. شئنا قول أننا لم نخطئ، بل أحببنا وتعاملنا بحسن نية، وأننا أضأنا شمعة في دروبنا المظلمة آنذاك.. فحولنا بكل مكان ذئاب شرسة، يرون عن بعد أشباح الجبابرة متناضلين.. كون ما بني بالروحانية هدم بالوحشية البشرية الطامعة والأنانية.. فحالنا اليوم كسكان الكهوف لا يميزنا عنهم سوى آلات نبتدعها للدمار، وحيل نستخدمها للهلاك.. لتظل الدماء التي أرهقت بسبب الحب الطاهر تجري كأنهار كوثرية والدموع المتناثرة ستنبت أزهاراً زكية.. وأما عن الأرواح فسوف تجتمع وراء الأفق البعيد لتعلن بداية جديدة.
* كاتبة مغربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.