محمد عوض الجشي |
محمد عوض الجشي
جاء تقرير المدير الإداري على هذا النحو: خلفاً للموظف الفلاني ..Employee Doe.Succeeding يتضح من فحوى الإضبارة أن الموظف المعني قد رقي وانتقل إلى وظيفة أعلى.. وتلك تزكية ورقية جُبل على صياغتها إداريون كثر أو قد يغفل عن فاعليتها إداريون حديثو التخرج. وربما لم يسمعوا بفحواها على الإطلاق.. لماذا؟ كون تلك النصوص لم تتفاعل في المنهاج الدراسي الأكاديمي أو الجامعي.. وحتى ربما لم يسمع بها باحثو رسائل الدكتوراه.
الخبرات التراكمية
الخَلفية.. ويقصد بها (الاستخلاف)الوظيفي Functional Succession .. وهل الوظيفة تُستخلف؟ أو أنها ذات ممارسة وخبرات متراكمة ودراسة جادة وسهر وتعب وانكباب على العمل في كافة تبعاته.. وأن يكون سماته الإتقان والتفاني... وبعبارة أدق ليس من الإنصاف والعدل خاصة في الميدان الوظيفي أن أستخلف موظفاً نشيطاً قضى سنوات عمره وخبراته الطويلة حتى صار يشار إليه بالبنان أنه الميكانيكي الممتاز.. ومن الطراز الأول، ويستطيع مواكبة الآليات الميكانيكية سواء أكانت في مصانع السيارات والمعدات الثقيلة والعربات الحديدية.. وكذا ميكانيك الطائرات وغيرها من الصناعات الضخمة والآليات المتنوعة..
هل من ناحية المنظور الإداري والأعراف المتداولة في ميادين الإدارة.. أن يُستخلف ويحل مكان تلك الخبرات الضاربة في جذور المهنة موظف مبتدئ سواء كان مهندساً أو ميكانيكياً أو فنياً درس علوم وحيل الميكانيك وتخرج في أرقى الجامعات والمعاهد.. أن أطلق عليه (موظفنا المُستخلف) الذي خلف موظفنا السابق الذي يحمل بين جناحيه خبرات عملية وعلمية أعواماً طوالاً؟ ما مصير الخبرات التراكمية؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.