عصام الطوخي، نبضات: الاختيار الحر |
عصام كرم الطوخي *
كل شيء يغضب وينفعل ويتوتر ويقلق ويثور وينفجر.. هكذا هى الطبيعة بجبروتها وعنفوانها، فللصحراء عاصفة، وللبحر ثورة، وما نراه من براكين وزلازل وغيرها الكثير من ظواهر الكون يدل على أن كل شيء لا يستقر على حال، ومع ذلك فنحن نعيش فى حيرة مستمرة ما بين ما نفعله وما يجب أن نفعله.. نحن نعيش في غيبوبة تامة عن الحقيقة الواضحة بأن كل شيء يتبدل ويتغير بل يذهب إلى غير عودة، وقد نتجاهلها ليس عن عمد، ولكن لقصور العقل والإدراك، وعن الحكمة البالغة للكون وعظمة وجودنا فيه.
كل شيء يغضب وينفعل ويتوتر ويقلق ويثور وينفجر.. هكذا هى الطبيعة بجبروتها وعنفوانها، فللصحراء عاصفة، وللبحر ثورة، وما نراه من براكين وزلازل وغيرها الكثير من ظواهر الكون يدل على أن كل شيء لا يستقر على حال، ومع ذلك فنحن نعيش فى حيرة مستمرة ما بين ما نفعله وما يجب أن نفعله.. نحن نعيش في غيبوبة تامة عن الحقيقة الواضحة بأن كل شيء يتبدل ويتغير بل يذهب إلى غير عودة، وقد نتجاهلها ليس عن عمد، ولكن لقصور العقل والإدراك، وعن الحكمة البالغة للكون وعظمة وجودنا فيه.
الأمل الكذوب
حتى الجمال والقوة والفرح والحزن.. كل شيء يضعف ويذبل ويتساقط كما تتساقط أوراق الخريف، ويفنى كل شيء بمرور الوقت وكأنه لم يأت للدنيا.. كل اللحظات والذكريات بكل ما تحويه من مشاعر تصاب بضعف في الذاكرة، وتنتهي مهما كانت قوتها.. وأمام ذلك نعيش حياتنا بين انتظار وترقب، مع أننا ندرك حقيقة نهايتنا.. وهي التراب، ومع ذلك تظلمني وأظلمك.. نعيش بين توجس وحيرة وخوف وقلق..
لا أحد يبقى، ولكننا مستمرون بجهل مركب في تدمير كل شيء، وكأن ليس هناك طريق آخر لحياة كل منا في البقاء طوال فترة رحلته إلا بالصراع والقتل والتخريب والتدمير. ولكن كل منا يخدعه الأمل الكذوب بأنه مخلد، فيتملكه الاستحواذ على كل شيء وخاصة في ريعان شبابه.. ومع تقدم العمر تأتينا العديد من رسائل مفارقة الحياة، ولكننا نصر على أن نعيش إلى آخر لحظة بنفس ممزقة شريرة، قليل من يجاهدها ويزكيها، بل يترك الكثير منا ميراثاً من الحقد والغل والكراهية لمن بعده، ليحافظ على ماله وجاهه، فيستمر الإنسان في خداع نفسه بنفسه، مع أنه يملك الاختيار الحر في كل تصرفاته، حتى وإن لم يجد التفسيرات لكل ما يدور في خلده، فهكذا تكون إرادته واختياراته ما بين صراعات عديدة، وما بين داخل نفسه وعالم يحكمه ميزان عادل على الرغم مما نراه من تناقضات وانقسامات وإبادات.
يقول مصطفى محمود: "إذا أردت أن تفهم إنساناً فانظر إلى فعله في لحظة اختيار حر، وحينئذ سوف تفاجأ تماماً؛ فقد ترى القديس يفجر، وقد ترى الفاجر يصلي، وقد ترى الطبيب يشرب السم، وقد تفاجأ بصديقك يطعنك، وبعدوك ينقذك، وقد ترى الخادم سيداً في أفعاله، والسيد أحقر من أحقر خادم في أعماله، وقد ترى ملوكاً يرتشون، وصعاليك يتصدقون".. لا يغرنك شيء مهما كان، ولا تجعل ما تراه من متع الدنيا يجبرك على خسران نفسك، لأن الحياة رحلة وليست مقصداً، فهي متغيرة ولا شيء يثبت فيها على حال.
انظر إلى جوهر علاقتك مع ربك، وتعرف على حقيقة ذاتك لتعرف من أنت في لحظات الاختيار الحقيقي والحر. ابحث عن لحظات التغيير في حياتك، لحظة استغاثة.. لحظة صدق.. لحظة تقرير مصير.. لحظة تقدر الله حق قدرِه، فلا تكن حياتك مجرد "كمالة عدد" أو بلا معنى فقط لمجرد الاستمرار.
لحظة صدق
يقول مصطفى محمود: "إذا أردت أن تفهم إنساناً فانظر إلى فعله في لحظة اختيار حر، وحينئذ سوف تفاجأ تماماً؛ فقد ترى القديس يفجر، وقد ترى الفاجر يصلي، وقد ترى الطبيب يشرب السم، وقد تفاجأ بصديقك يطعنك، وبعدوك ينقذك، وقد ترى الخادم سيداً في أفعاله، والسيد أحقر من أحقر خادم في أعماله، وقد ترى ملوكاً يرتشون، وصعاليك يتصدقون".. لا يغرنك شيء مهما كان، ولا تجعل ما تراه من متع الدنيا يجبرك على خسران نفسك، لأن الحياة رحلة وليست مقصداً، فهي متغيرة ولا شيء يثبت فيها على حال. انظر إلى جوهر علاقتك مع ربك، وتعرف على حقيقة ذاتك لتعرف من أنت في لحظات الاختيار الحقيقي والحر. ابحث عن لحظات التغيير في حياتك، لحظة استغاثة.. لحظة صدق.. لحظة تقرير مصير.. لحظة تقدر الله حق قدرِه، فلا تكن حياتك مجرد "كمالة عدد" أو بلا معنى فقط لمجرد الاستمرار.
في لحظات الاختيار الحر تقرب إلى الله، واطلب منه ما تشاء، فله نسمات رحمة ومغفرة تسع الكون وما فيه، واعترف بذنوبك بأنها ليست جرأة وتكبراً على من أعطاك ووهبك كل شيء.. وإنما هي ضعف وقصور منك في لحظات الغفلة والظلمة الداخلية ومتاهة النفس بكل ما فيها. ابحث عن مخرج لك من ظلمة النفس إلى نور الهداية وتمسك به وحافظ على إشعاعه بداخلك، فالعدل الحقيقي عند الله، فلا ملجأ منه إلا إليه، وهذا يجعلك تتمسك بلحظات الاختيار الحر في حياتك مهما كان ما تمر به من فقر وجوع ومرض وابتلاءات.. فلن يجبرك أحد مهما كان على فعل شيء لا تريده لأنه الوحيد المطلع عما تكنّه نفسك.
* كاتب مصري مهتم بتطوير الذات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.