محمد عوض الجشي |
محمد عوض الجشي
هل يعقل أن نستمر في متابعة بعض مسلسلاتنا العربية ونتخذ مشاهد منها لاستجرار ضحكات هستيرية هلامية تضر بالنشء وتذوي بالعقول النيرة، وتربك معطياتها.
برزت لنا في إحدى القنوات التلفزيونية حلقة هستيرية لا تمت إلى عاداتنا وتقاليدنا البتة. وتعطي انطباعاً سلبياً فاتراً عن صانعي المستقبل ورجال الغد.
أمنية المستقبل
المشهد مدرسة، وتلاميذ من الجنسين، أعمارهم بين سبع إلى عشر سنوات.. تصدح المدرّسة في رياء وكذب وازدراء وصوت أرعن أحمق. تسأل في حمق وخفة عقل وازدراء للشخصية. ثم تعقب بين الفينة والاخرى قائلة (الله لا يكبركم).ثم تستطرد ملزمة جميع التلاميذ واحداً تلو الآخر بالإجابة: ما أمنيتك في المستقبل؟
نعم.. يتضافر الطلاب من كلا الجانبين فرحين في عفوية البراءة وديمومة الإجابة في أريحية.. ونظرة مستقبلية.
ضحكات هستيرية
وفي كل مرة تعلق المدرسة في غباء واستخفاف وازدراء وضحكات هستيرية.. تترك الحبل على الغارب للتلاميذ في استجداء واستمراء منهجية المهازل التي استحدثها سيناريو الحلقة المتلفزة..فجأة ينبري أحد التلاميذ قائلاً في ثقة واقتدار: نعم أمنيتي أن أصبح مهندساً ناجحاً.. وفجأة تشير إليه المدرسة (المخطئة – الحمقاء) وتضحك ضحكات هستيرية ساذجة مشيرة إلى التلاميذ في حركات دائرية دهماء.. قائلة: أتسمعون.. يريد أن يصبح موظفاً.
اجتراح ازدراء، نكران للجميل.. هذر مذر. مشهد لا يمت بأية صلة إلى المربين والأساتذة الأفاضل والمديرين والمسؤولين.
فيا وزارات التربية والتعليم في أوطاننا.. مدوا لنا أياديكم البيضاء.. وامسحوا فوق جباه الطليعة بسمات ونسمات وبثوا في وجوهم الثقة والكرامة والكبرياء، كي نعيد إلى الدنيا حضارة يصنعها أبناؤنا التلاميذ الطلبة والذين هم حقاً قادة الغد ورجال المستقبل.. هم أمانة في أعناقنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.