محمد عوض الجشي |
محمد عوض الجشي
تكثر في هذه الآونة ظاهرة الاتصال عن بعد.. ويجري عقد ندوات على اختلافها وتنوعها، وأخص الثقافية منها، نظراً لما يجب أن تمتاز به من خصوصية محضة ترفد المبدعين، وتشد على أيديهم وتدفع بهم إلى بهو الإبداع والابتكار في شتى بحور الثقافة من شعر ونثر وقصة رواية ومسرح وتمثيل.. وإلقاء فذ ومحاورة جادة تعتمل بها خبرة وافية شافية.
الخبرة الثقافية
هناك أسباب لا مندوحة من ذكرها أو التطرق إلى بعض من جوانبها، إذ إن القائمين على إدارة بعض الندوات تنقصهم الخبرة الثقافية في إدارتها.ومن ذلك
- الترتيب الزمني لا يتوافق ويتواءم مع الحدث.
- الأفضلية للمحاباة وحب الظهور ضاربين المحتوى بعرض الحائط.
- ظهور وجوه مقدمي الندوات والضيوف مراراً وتكراراً.
- انكفاء المبدعين الحقيقيين وراء الكواليس.. وتجاهلهم.
- لا تحظى الندوات بتغطيات صحفية وافية شافية كونها مجرد إنشاء سطحي.
- أحياناً تأخذ المهاترات الفارغة حيزاً على حساب الجودة.
- ضعف الإعلان عن الأمسيات.
العجب العجاب
ولعل الملاحظة المهمة والتي لها الصدى هي تطفل بعض الضيوف، واستجداء الجهات المعنية، كي تقام لهم أمسية أو دعوة، مما يؤثر على الإبداع والإنتاج، كون المبدع أو المؤلف، سواء الكاتب أو الشاعر أو الفنان أو السيناريست والمخرج والفنان التشكيلي والرسام المحترف، وحتى المطرب الفنان.. والموسيقار.. ينبغى أن يُطلبوا وتوجه لهم دعوات ليست مجانية.. بقدر ما تكون معنوية ومادية في نفس الوقت من لجنة مختصة يكمن فيها الرصانة والاهتمام. لترى أنها جديرة بالعطاء.ومن دون شك سنرى العجب العجاب في انسياب المادة المختزنة في رؤياه وفي مهجته والمتقدة في عيونه وأحاسيسه في إبداع يكتب لها النجاح والديمومة دائماً وأبداً. ولا نلام بعدئذ إن لم يطربنا مزمار الحي.
وأختم بمقولة الراحل منصور الرحباني في إحدى ندواته في المجمع الثقافي في أبوظبي في تسعينيات القرن الماضي، حينما سئل عن الكاتب المؤلف، فأجاب: إذا لم يستطع الكاتب أن يبدع، فمن الأفضل أن يقف ولا يكتب. وقس على هذا المنوال سائر الفنون والآداب.
بارك الله فيك دائما مبدع
ردحذف