عبدالعظيم إسماعيل، ومضات: مشكلة ضعف الشعور بالانتماء |
عبدالعظيم إسماعيل
يعاني كثير من الشباب العربي في كثير من مجتمعاتنا العربية من مشكلة ضعف الشعور بالانتماء، سواء كان هذا الانتماء إلى مجتمعاتهم المحلية، أو إلى أسرهم. فالشباب يشعر بالغربة على أرضه وعدم الانتماء. ويولّد هذا الشعور الفتور والسلبية واللامبالاة وعدم تحمّل المسؤولية. ولعل موجات الهجرة الدائمة، أو المؤقتة سواء كانت هجرة شرعية، أو هجرة غير شرعية التي تشهدها الكثير من مجتمعاتنا العربية إحدى الظواهر الناجمة عن ضعف الشعور بالانتماء. حيث أصبح اهتمام الشاب الكسب السريع والهجرة إلى حيث يوجد هذا الكسب، تاركاً تعمير وطنه، وهو غير مستعد للبذل والتضحية متعلّلاً بظروف سياسية، أو اقتصادية، أو اجتماعية، ومنبهراً بالفكر الغربي، وبالتيارات الثقافية المستوردة، التي تبدو في التحرّر الزائد غير الواعي، وتقليد العادات الغربية الدخيلة بعمىً، وتترك في كثير من الأحيان نتائج سلبية على واقع مجتمعاتنا العربية.
الانبهار والتقليد
وتعدّ وسائل الاتصال والإعلام الحديث من قنوات فضائية عربية وأجنبية، ومواقع شبكة الإنترنت من بين الأسباب التي ساهمت بحجم كبير في نشأة هذا الشعور، وذلك من خلال ما تقدّمه من مظاهر للحياة الغربية ممّا قد يبعث على الانبهار بها والرغبة في تقليدها، أو ما قد تعرضه مؤسسات من مشكلات وهموم في الحياة الاجتماعية، وتبالغ في إبراز هذه المشكلات إلى حد يدفع الشباب إلى الشعور باليأس، وعدم الأمان والاستقرار، وتهز شعوره بالفخر والإعجاب والاعتزاز بوطنه ماضيه وحاضره ومستقبله.ولعلّ ما يواجه الشاب من مشكلات واقعية كصعوبة الزواج وإيجاد مسكن وتكوين أسرة والحصول على عمل مناسب من بين الأسباب التي تنال من شعوره بالانتماء.
أليس من الممكن أن نجد حلولاً ناجعة لشبابنا، ونوقف هذا النزف في طاقاتهم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.