عائشة عيسى الزعابي |
في أعراسنا الخليجية وخصوصاً في دولتي الحبيبة الإمارات العربية المتحدة منهجية متعارف عليها، أساسها الدين الإسلامي.. حيث يجتمع أفراد العائلة الواحدة في وحدة وترابط.. يحضرون مجتمعين ليتوسطوا استقبال ضيوفهم من الجيران والأقارب والأحبة .. تنفصل أماكن النساء عن أماكن الرجال كثيراً، وأحياناً يمون هناك تحفظ على دخول العريس على العروس ودخول ولي أمرها (الأب أو الأخوة) مع الأم والأخوات.
الاحتشام وعدم الإسراف
عاداتنا تشتمل على استقبال الضيوف برحابة صدر وابتسامة لقاء.. وتوزع هدايا على الحضور كالزهور والبخور وبعض الأنواع من العطور والطيب.. خصوصاً (دهن العود والمسك والعنبر).. وأما طاقم المضيفات فيمنع دخول الكاميرات غالباً كي لا يتم تصوير العروس أو النساء .. وإن استعانت بعض الأسر بفرق غنائية من الرجال فإنهم يكونون خلف الستار.غالباً تحتفظ بعض الأسر بطقوسها وعاداتها.. حيث لدى البعض تمنع الأسرة المضيفة الرقص النسائي أو التصفيق كل حسب عاداته .. وتتوسط طاولات الحضور مجموعة من الأطباق أغلبها تكون من الأطباق التراثية، كالثريد والعصيد واللقيمات والهريس، تتوسطها صينية "عيش" واللحوم المزينة بالمكسرات .. وتنتهي بتقديم الحلويات وأصناف مختلفة من الحلوى والشكولاتة مع المشروبات الباردة والساخنة كنوع من الضيافة.
أعراسنا ليس فيها اختلاط ولا التصاق الرجال بالنساء كما قد يحصل في بعض المجتمعات العربية الأخرى.. مع احترامنا لهم، ولا مبالغة ولا إسراف.. وإن حصل ذلك فيكون هذا لا يمثل شعب الإمارات ولا يعبر عن عاداته، فالاحتشام شعارنا وعدم الإسراف قاعدة لدينا.. وحالياً تحاول الدولة تخفيف ظاهرة غلاء المهور والعمل على إيجاد ضوابط للالتحاق بصندوق الزواج وشروطه.. وعمل الزواج الجماعي الخاص بالرجال، والذي بدوره يسهم في تقليل تكاليف الزواج.
مازال المجتمع بخير
وقد يحاول بعض الأفراد - وهم قلة قليلة - الخروج عن هذه العادات إما بالمبالغة في طقوس الزواج من حيث الإسراف والبذخ أو من خلال تغيير ما اعتاده الناس، وما هو كان متفقاً عليه من أعراف وعادات، بناء على مبدأ "خالف تعرف" فيمارسون أعمالاً غير متوقعة كالاختلاط ورقص العروس بلبس مثير ظناً منهم أن الزواج سيكون مثيراً للرأي وملفتاً للجميع.. وللأسف تنقلب عليهم تلك التصرفات وبالاً واستهجاناً وسخرية.. ومن شذ فقد شذ وحده، وسينزلق إلى الهاوية وحده.. أما المجتمع فما زال بخير، يستنكر معظمه الخطأ لو رأوه.. وينزعجون لو حدث مسّ للدين والأخلاق والعادات المتوارثة.. فلا اختلاط ولا ظهور مفاتن للغرباء.. والعروس تكون محروسة ضمن زمرة من الأهل والصديقات، تحتضنها الأم والخالات، وتحيطها ولاية الأب والأعمام والعمات.. عائلة تشد بعضها بعضاً ولا تتهاون في الزلات.فالإمارات اليوم.. ليست كالسابق في الحضارة، فقد تطورت كثيراً، وعلى الرغم من ذلك مازالت متمسكة بالقيم الدينية والعادات والتقاليد.. وإن حاول البعض انتهاز الفرص للنيل منها من خلال أولئك الخارجين عن النسق ممن يمثلون أنفسهم ولا يمثلون أهلها، فإن المجتمع سوف يواجههم بترابطه، وقيمه الموروثة وأخلاقه المنبثقة من تعاليم الدين الإسلامي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.