يصعب أن يتخيل المرء أن مدينة الرصافة الأثرية الواقعة في صحراء محافظة الرقة كانت في الزمن القديم مركزاً حيوياً في المنطقة، ومرت عليها العديد من الحضارات عبر تاريخها.
الرصافة معلم تاريخي يتجاوز كونه محلياً ليصبح عالمياً، ولا يمكن لسائح زار سورية أن يسافر من حلب باتجاه المنطقة الشرقية من دون أن يمر على مدينة الرصافة ليتأمل ما بقي من آثارها، ويلتقط صوراً للذكرى يحتفظ بها.. كذلك لا توجد مدرسة في الرقة لم تأخذ طلابها في رحلة إلى مدينة الرصافة ليشرح لهم المدرس الذي يقود الرحلة هناك شيئاً من تاريخها وفق معرفته أو قراءته عنها قبل الرحلة.. وكثيراً ما كانت عائلات الرقة تذهب إلى الرصافة في رحلات أسرية ممتعة، فيتجولون هناك، ويتناولون الطعام والصغار يلعبون ويمرحون.
كما أن للرصافة ذكر قديم على أنها تتبع مملكة تدمر، وتربط تجارياً بين مناطق نهر الفرات ودمشق، لكنها بعد القرن الثالث الميلادي في العصر الروماني صار تتبع مقاطعة الفرات، وجرى توظيفها لحماية حركة قوافل التجارة القادمة من دمشق وتدمر وغيرهما.. وفيها توجد مجموعة من الجنود الرومانيين للحماية، فالرصافة مشيدة لتكون حصناً منيعاً ضد الهجمات المحتملة، وكانت حينها جزءاً من المنظومة الدفاعية الرومانية.
ومن معالم النضج العمراني فيها ذلك السور الكبير الذي يحيط بالمدينة، وفيه أبراج وممرات دفاعية، والمئات من الأعمدة، وأنشئت فيها 5 كنائس داخل المنطقة المسورة، ويضاف إلى ذلك إنشاء بنية تحتية لتسهيل العيش على المقيمين فيها، فعمل القائمون عليها على تخطيطها فشيدت المساكن والمحلات التجارية وشقت الشوارع وصنعت خزانات للمياه وما إلى ذلك من أمور جعلتها تزدهر أكثر.
وبمرور الزمن تعرضت الرصافة لظروف كثيرة أدت إلى هجرانها فتداعت أبنيتها لتصبح ضمن الآثار التي تشهد على مرحلة من تاريخ البشرية.
الرصافة معلم تاريخي يتجاوز كونه محلياً ليصبح عالمياً، ولا يمكن لسائح زار سورية أن يسافر من حلب باتجاه المنطقة الشرقية من دون أن يمر على مدينة الرصافة ليتأمل ما بقي من آثارها، ويلتقط صوراً للذكرى يحتفظ بها.. كذلك لا توجد مدرسة في الرقة لم تأخذ طلابها في رحلة إلى مدينة الرصافة ليشرح لهم المدرس الذي يقود الرحلة هناك شيئاً من تاريخها وفق معرفته أو قراءته عنها قبل الرحلة.. وكثيراً ما كانت عائلات الرقة تذهب إلى الرصافة في رحلات أسرية ممتعة، فيتجولون هناك، ويتناولون الطعام والصغار يلعبون ويمرحون.
حصن منيع للدفاع وحماية التجارة
للرصافة تاريخ مغرق في القدم، وآثارها تنتشر على مساحة واسعة تضم عدداً كبيراً من الأبنية والأعمدة والأقواس الأثرية، وما بقي منها قائماً لغاية يومنا يشهد على عراقة المكان وما مرّ عليه من صروف الزمن.. فالرصافة مذكورة في الرقم أو الألواح المنقوشة قبل الميلاد، بدءاً من الحضارة الآشورية في القرن التاسع ق. م، وكان الحاكم الآشوري آنذاك يستقر فيها لكونها على طريق تجاري نشط، وتقدم الخدمات للقوافل العابرة، وللسكان المقيمين حولها.كما أن للرصافة ذكر قديم على أنها تتبع مملكة تدمر، وتربط تجارياً بين مناطق نهر الفرات ودمشق، لكنها بعد القرن الثالث الميلادي في العصر الروماني صار تتبع مقاطعة الفرات، وجرى توظيفها لحماية حركة قوافل التجارة القادمة من دمشق وتدمر وغيرهما.. وفيها توجد مجموعة من الجنود الرومانيين للحماية، فالرصافة مشيدة لتكون حصناً منيعاً ضد الهجمات المحتملة، وكانت حينها جزءاً من المنظومة الدفاعية الرومانية.
النضج العمراني في المدينة
للرصافة اسم قديم حملته في القرن الثالث الميلادي وهو "سيرجيو بولس"، قبل أن تأخذ اسمها الحالي لاحقاً. ولاسم سيرجيو بولس حكاية طويلة، فهو أحد ضابطين اعتنقا المسيحية وحوربا من قبل الرومان بسبب ديانتها، وصدرت الأوامر بإرسالهما إلى الرصافة ليعاقبا فيها حتى الموت، وبمرور الأيام تحول سيريجوس إلى قديس لتحمل الرصافة حينها اسمه بعد انتشار المسيحية في المنطقة، كما تحولت المدينة إلى جزء من طريق الحرير، فانتعشت اقتصادياً وعمرانياً من جهة، ومن جهة أخرى باتت مركزاًُ دينياً يستقبل الحجاج من النصارى.ومن معالم النضج العمراني فيها ذلك السور الكبير الذي يحيط بالمدينة، وفيه أبراج وممرات دفاعية، والمئات من الأعمدة، وأنشئت فيها 5 كنائس داخل المنطقة المسورة، ويضاف إلى ذلك إنشاء بنية تحتية لتسهيل العيش على المقيمين فيها، فعمل القائمون عليها على تخطيطها فشيدت المساكن والمحلات التجارية وشقت الشوارع وصنعت خزانات للمياه وما إلى ذلك من أمور جعلتها تزدهر أكثر.
من الزمن البيزنطي إلى رصافة هشام
النموذج المعماري الموجود في مدينة الرصافة متميز في أسلوبه، وبعض تكويناته مازالت ظاهرة في الآثار المتبقية منها، خاصة الزخارف الموجودة على الأعمدة، وكثيراً ما تبرز صورة البوابة الشمالية للكنيسة الرئيسة كإحدى الصور المعبرة عن جمالية الفن المعماري في الرصافة. وعلى الرغم مما مرّ على المدينة من ظروف لاحقة سواء بتعرضها للهجمات أو لكوارث الطبيعة القاسية كالزلازل، إلا أن ما ظل قائماً من آثارها يؤكد رسوخ الحضارة فيها. تلك الحضارة التي شهدت ذروتها بعد خروج الرصافة عن سيطرة الإمبراطورية البيزنطية إثر انتشار الإسلام في المنطقة، ليصبح عصر الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك بمثابة العصر الذهبي للمدينة في بدايات القرن الثامن الميلادي، لتحمل الرصافة اسمه وصارت تسمى برصافة هشام.. فالخليفة جعل منها مكاناً لإقامته وإدارة الدولة منه، وأمر ببناء قصرين والعديد من الأبنية الأخرى، كما بني أيامه جامع قرب كنيسة سيرجيوس، والجامع قريب في تصميمه للجامع الأموي الشهير في دمشق.وبمرور الزمن تعرضت الرصافة لظروف كثيرة أدت إلى هجرانها فتداعت أبنيتها لتصبح ضمن الآثار التي تشهد على مرحلة من تاريخ البشرية.
يرحم ايام الرصافة ورحلاتها
ردحذفسلمت يداك