قصيدة وللنهر نورسه .. مازن العليوي |
مـع الاعتـذار مـن كـل بحــار العـالم ....
فـكمْ أرسل النهـرُ مـن النوارسِ
إلى كلّ جهـات الأرض
مازن العليوي
نـورسٌ آلمتْـهُ الجـراحْ
جـاء للبحـر يغسـلها
صــاحَ ..
فالمـلحُ آذاهُ
والبحــرُ ..
مـاءٌ سِـفَاحْ
* * *
نـورسٌ أثخنـتْهُ الجـراحْ
جـاء للنهـر يغسـلها
ارتــاحَ ..
فالعـذبُ شافـاهُ
والنهــرُ ..
مـاءٌ قـراحْ
* * * * * *
نـورسٌ عاشـقٌ ..
غـابَ دهـراً
وعــادْ
مَـدَّ للبحـر جنـحيهِ حبّـاً
وبـثَّ الهمـومَ
طـغى البحـرُ بالمـوجِ
مـارَسَ كـلَّ الطقـوسِ
بـكى نـورسُ العشـقِ همّـاً
وهاجـرَ بالحـزنِ
حـتّى طـواهُ ..
البعــادْ
* * *
نـورسٌ عاشـقٌ ..
غـاب دهـراً
وعـادْ
مـدَّ للنـهر جنحيـهِ حبّـاً ..
وبـثَّ الهمـومَ
جـرى النـهرُ
كـلُّ الهمـومِ اختفـتْ
وطواهـا
البعـادْ
* * * * * *
نـورسٌ متعَـبٌ
مـن شجـونِ السفـرْ
طـارَ فـوق الغيــومِ
تـشرَّدَ فـي الجـوِّ عـمراً
وعـادَ إلـى شـاطئٍ للبحـرْ
أبصَـرَ الأرضَ رمـلاً
وفـوق الرمـالِ هـوى
مَـدَّ جنـحيهِ .. تحـت ظـلالهما
غـابَ فـي الحـلم حـتّى السَّحَـرْ
جـاءه المَــدُّ
مـاتَ غريقـاً
وقـال الذيـن رأوهُ صبـاحاً :
غـريبٌ أتـى هـهنا … وانـتحرْ
* * *
نـورسٌ متـعَبٌ
مـن جنـونِ السفـرْ
طـارَ فـوق الصـحارى
تغـرَّبَ عمـراً
وعـادَ إلـى ضفَّـةٍ للنهـرْ
أبصـرَ الأرضَ زهـراً
وتحـتَ الظـلالِ غــفا
غـابَ فـي الحـلم بيـن الشجـرْ
جـاءه الصبـحُ دفـئاً ..
أفـاقَ .. و بالمـاء كحَّـلَ جفـنيهِ
قـال الذيـن رأوهُ :
غـريبٌ تَـلَوَّعَ ..
ثـمّ استـقرّْ
* * * * * *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.