عدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي
وبحسب شرطة برلين فقد تجمهر حوالي 300 شخص حول المسجد بالرغم من صدور تعليمات حكومية بالتباعد الاجتماعي، الأمر الذي قاد الشرطة إلى العمل على تفريق التجمع بعد عدم تمكن الإمام والمكتب التنظيمي في مدينة برلين والشرطة من إقناع الناس بالاحتفاظ بمسافات التباعد المكاني المنصوص عليها إلا جزئياً بصورة طفيفة.وقالت الشرطة في تغريدة على حسابها في تويتر إن المسؤولين عن المسجد أكدوا أنهم سيبلغون المصلين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن الأذان لا يستوجب حالياً الحضور الشخصي إلى المسجد، وبأن المبادرة ستتوقف فوراً في حال تجدد الاحتشاد.
قسمت المبادرة التي تنص على رفع الأذان يومياً الساعة السادسة مساء وكل يوم جمعة الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر حتى نهاية الأزمة، الناس إلى قسمين؛ منهم من رفض فكرة تجمع الناس وألقى اللوم على القائمين على المبادرة، ومنهم من أكد أن الوضع تم استغلاله وتحويله إلى ما لم يكن عليه، إذ إن الناس تجمعوا لمشاهدة وتصوير رفع الأذان وليس للصلاة.. فيما أوضحت شرطة برلين في تغريدة لها أنها تمكنت من إلغاء الصلاة قبل وقتها بالتفاهم مع الإمام، ووعد المسؤولين عن المسجد بالعمل على عدم تكرار مثل هذا الحشد.
حملة على مواقع التواصل
وقال إمام مسجد دار السلام إنه "في هذه الظرف أردنا أن نعطي إشارة إلى الناس والمواطنين في هذه المدينة أن الدين معهم، وأن الدين يؤدي بواجب طمأنة الناس وبث شعور الراحة والأمان".ومما جاء في كلمته أن الحملة الخاصة برفع الأذان تلقى تجاوباً واهتماماً كبيراً، ولذلك فإنه يتمنى من الزوار عدم التجمع عند المسجد حين يرفع الأذان، التزاماً بما أعلنته الحكومة من قواعد تخص السلامة للحد من خطورة انتشار الفيروس.
وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي استغل عدد كبير من الناس الوضع ونشروا تعليقات منتقدة للإسلام من جهة وللحكومة الألمانية من جهة أخرى، فقد انتقد أحد الأشخاص الشرطة مؤكداً أنه لو كان التجمع لحفل موسيقى وشرب البيرة لكان رد الشرطة مختلفاً، ففي هذه الحالة سوف تفرض غرامات مالية على جميع الحضور.. فيما اكتفت الشرطة في حالة المسجد فقط بتفريق المجتمعين.
إدارة المسجد تعلق رفع الأذان
لكن مسجد دار السلام تحرك في وقت متأخر اليوم السبت 4 أبريل 2020 لتهدئة الأمور والمشاركة مع جهود مكافحة انتشار الفيروس ليعلن من خلال صفحته على موقع فيس بوك أن رفع الأذان سوف يعلق على أن يعود لاحقاً في موعد يحدد في حينه، واضعاً تصرفه ضمن إطار تحمل المسؤولية دينياً وأخلاقياً وقانونياً، مشيراً إلى أن ذلك أيضاً يندرج ضمن التزام إدارة المسجد بالأنظمة المعمول بها والتي تنص على منع تجمع أكثر من شخصين.
وأضافت إدارة المسجد في بيانها على فيس بوك موضحة أنها لا تتحمل النتائج المترتبة على مخالفة الجمهور للأنظمة المعتمدة من قبل الجهات المعنية في الحكومة بتجمهرهم عند المسجد، لما قد يترتب على ذلك من مشاكل على الصحة العامة خاصة مع تزايد احتمالات العدوى.
وختمت إدارة المسجد بيانها على شكل نداء ترجو فيه من المسلمين الذين أطلقت عليهم مصطلح "الأقلية المسلمة" أن ينضبطوا لتنفيذ التعليمات الحكومية، وأنهت بالقول إنها تأمل أن يرفع الأذان قريباً.
وفقكم الله
ردحذف