بتول عزاوي |
بتول عزاوي
نتيجة للثورة التكنولوجيّة الكبيرة التي نعيشها هذه الأيام، فقد تسلّلت إلى بيوتنا وأفكارنا تدريجيّاً تحت غطاء «وسائل التواصل الاجتماعي» المختلفة، تطبيقات تعتمد على نقل الصورة وتزينها، ومن ثم عرضها.
وبالتالي.. ونتيجة لذلك فقد تغيرت الكثير من المفاهيم التي تختص في الحياء والخطوط الحمراء، وإن كان ذلك بشكل متدرّج، الأمر الذي جعل ما كان مُحرّماً في الماضي، مباحاً ومتداولاً في الحاضر، وكأنه فيروس حقيقي تسلّل خلسة إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية المحافظة.
سلبية استخدام بعض التطبيقات
وهذا ما أكدته خلاصة إحدى الدراسات المتخصّصة، والتي ركّزت على سلبية استخدام مثل تلك التطبيقات، بسبب إحداثها أضراراً نفسية جسيمة في حال اعتمادها بشكل مفرط عن الحد الطبيعي، وبالتالي ينتج عنها التأثير المباشر على النوم وربما أيضاً على شكل الجسد، كما أنها قد تقود إلى الوحدة والانعزال وحتى الاكتئاب.مقارنات بصرية غير محببة
والأهم من ذلك كله تأتي المقارنات البصريّة غير المحبّبة، والتي قد تتسبب بأمور ونتائج لا يُحمد عقباها، سواء كان ذلك على الصعيد الشخصي مثل: «الشكل العام»، أو الصعيد العام والذي يعني «طبيعة الحياة». وذلك لتسابق بعض مستخدمي هذه التطبيقات من أجل عرض الكثير من تفاصيل حياتهم الخاصة بعيداً عن الخجل أو حتى مسألة العيب، وكأن حياتهم الخاصة باتت سلعة مباحة للجميع، وبالتالي يتم إدراجها ضمن خانة الأمراض النفسيّة التي تصيب البعض نتيجة ضعف الثقة في النفس، وهذا الأمر يؤدي بدوره إلى تدني مستوى الوعي، بعيداً عن الشهادات العلمية، أو حتى الثقافة العامة.مما تقدم .. فإن اعتماد البعض مثل هذه الأفعال يعد سلوكاً مستغرباً ومستحدثاً على مجتمعاتنا الشرقية المحافظة والقائمة أصلاً على أساسيات ديننا الإسلامي الحنيف، لاعتمادها السطحية والاستعراض، شعاراً عريضاً لها، والأهم من ذلك معاكستها تماماً لواقعنا المعاش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.