عائشة عيسى الزعابي |
ما بين الماضي والحاضر من تغيرات ملموسة وغير ملموسة شيء كثير وفارق كبير .. وعلى الرغم من التطور التكنولوجي والعلم الحديث وتسهيل سبل العيش والحياة إلا أن ما يهمنا اليوم هو الملموس من ذلك التراث الديني والكم الكبير من العادات والتقاليد التي توارثتها الأجيال .. وتلك الأخلاق من الحشمة والعفة والفخر والشجاعة التي تربينا علينا في مجتمع الإمارات.
صراعات ومشاكل
ترابط الأسرة في الماضي كان قوياً إلى درجة أن رب البيت يسافر من أجل لقمة العيش .. وقد يغيب عن أهله شهوراً طويلة ثم يعود ليجد شوقاً جارفاً من امرأته التي تنتظره بحب، وهي تؤدي دورها في حماية أسرتها الصغيرة من خلال توفير الطعام والعناية والاهتمام بأطفالها من دون وجود خدم أو مساعدين .. ناهيك عن عدم تذمرها من تلك الحياة البسيطة .. وكل ما فيها ربما يكون خيمة وظل شجر وعريش وسعادة.اليوم أضحت الأسرة مهددة بكل ما تملك من مفاجآت على الرغم من توفر المادة مع منزل كبير وأثاث منسق وعطور وخدم وسيارات وتكنولوجيا ووجود المساعدين ووفرة الملهيات والهواتف .. إلا أن الأسرة تعاني من صراعات ومشاكل وعدم الاستطاعة على ضبط الأبناء ورعايتهم بالمقابل اختفت تلك السعادة بين الأزواج .. كلاهما منشغل عن الآخر .. لم تعد الزوجة قنوعة ولم يعد الزوج يشعر بالانتماء إلى أسرته.
إيمان وقناعة وبساطة
في الماضي كان الجار للجار .. والصديق يحمي صديقه .. والأم كانت مدرسة أجيال على الرغم من أنها لم تدرس في مدارس أو تتعلم في أكاديمية إلا أنها كانت تحمل قيماً مثلى وأخلاق تعلمتها من القرآن الكريم .. لم يكن المال هو همهم بل هو مجرد وسيلة لتحقيق بعض الغايات الطيبة .. كان الصغير يحترم الكبار ويبجلهم ولديه مقام الجد والجدة مقدس.بينما اليوم نرى الأهل نادراً فما بالك بالجار والصديق .. وعدد من الأمهات لم يستطعن أن يكن مدارس لضحالة علمهن وقلة صبرهن .. والآباء لم يعد لديهم تلك الهيبة القديمة، وكذلك الأبناء لم يعد هناك لدى الكثير منهم تقدير للكبير .. يمرون عليهم كالغرباء.
بحقّ .. كان الماضي جميلاً بكل ما يحمله من إيمان وقناعة وبساطة والنيات الحسنة .. وبالفعل افتقدنا تلك القيم والتراث الجميل.
ماجملكم ومااجمل مواضيعكم
ردحذف